ينصرف في المعرفة نحو حضرموت ، والاسم الثاني من المصدر بمنزلة تاء التأنيث مما دخلت عليه ، ألا ترى أنك تفتح آخر الأول منهما كما تفتح ما قبل تاء التأنيث.
الرابع : قال (١) ابن يعيش : أمر المركّب في الترخيم كأمر تاء التأنيث ، فتقول في (بخت نصر) : اسم رجل ـ : يا بخت ، وفي (حضرموت) : يا حضر ، وفي (سيبويه) : يا سيب ، كما تقول في (مرجانة) ـ اسم امرأة : يا مرجان ، فلا تزيد على حذف التاء ، وفي المسمّى بخمسة عشر يا خمسة ، جعلوا الاسم الآخر بمنزلة الهاء في نحو : تمرة إذ كان حكم الاسم الآخر كحكم الهاء في كثير من كلامهم. من ذلك التصغير فإنه إذا كان جعل الاسمان اسما واحدا ولحقه التصغير فإنه إنما يصغر الصدر منهما ثم يؤتى بالاسم الثاني بعد تصغيره كما يصغر ما قبل الهاء فتقول : حضيرموت وبعيلبكّ وعميرويه كما تقول تميرة.
ومن ذلك النسب فإنك تقول في النسب إلى حضرموت حضريّ ، كما تقول في النسب إلى البصرة بصريّ ، وإلى مكة مكيّ ، فيقع النسب إلى الصدر لا غير كما يكون كذلك فيما فيه الهاء. وممّا يؤيّد عندك ما ذكرناه أن هاء التأنيث لا تلحق بنات الثلاثة بالأربعة ولا بنات الأربعة بالخمسة ، كما أن الاسم الثاني لا يلحق الاسم الأول بشيء ، من الأبنية.
وأيضا فإن الاسم الثاني إذا دخل على الأول وركب معه لم تغير بنيته كما أن التاء كذلك إذا دخلت على الاسم المؤنّث لم تغير بناؤه كتمر وتمرة وقائم وقائمة فلما كان بينهما من التقارب ما ذكرناه حذفوا الآخر من المركب في الترخيم كما يحذفون فيه تاء التأنيث.
الخامس : قال (٢) ابن يعيش : ركبت (لا) مع اسمها وصارا شيئا واحدا كخمسة عشر ، فإن قيل : أيكون الحرف مع الاسم اسما واحدا؟ فقيل : هذا موجود في كلامهم ، ألا ترى أنك تقول : قد علمت أن زيدا منطلق ، فـ (أنّ) حرف وهو وما عمل فيه اسم واحد ، والمعنى : علمت انطلاق زيد ، وكذلك (أن) الخفيفة مع الفعل المضارع إذا قلت : أريد أن تقوم ، والمعنى : أريد قيامك ، فكذلك (لا) ، والاسم المذكور بعدها بمنزلة اسم واحد. ونظيره قولك : يا ابن آدم ، فالاسم الثاني في موضع خفض بالإضافة ، وجعلا اسما واحدا ، كذلك (لا رجل في الدار) فرجل في موضع
__________________
(١) انظر شرح المفصّل (٢ / ٢٣).
(٢) انظر شرح المفصّل (١ / ١٠٦).