في أيّ يوميّ من الموت أفر |
|
أيوم لم يقدر ام يوم قدر؟! |
الأصل (يقدر) بالسكون ، ثم لما تجاورت الهمزة المفتوحة والراء الساكنة وقد أجرت العرب الساكن المجاور للمتحرّك مجرى المتحرك والمتحرك مجرى الساكن إعطاء للجار حكم مجاوره ، أبدلوا الهمزة المتحركة ألفا ، كما تبدل الهمزة الساكنة بعد الفتحة معنى ، ولزم حينئذ فتح ما قبلها إذ لا تقع الألف إلا بعد فتحة ، قال : وعلى ذلك قولهم المرأة والكمأة بالألف ، وعليه خرج أبو علي قوله : [الطويل]
٩٨ ـ [وتضحك مني شيخة عبشمية] |
|
كأن لم ترى قبلي أسيرا يمانيا |
أصله ترءا بهمزة بعدها ألف.
قال سراقة : [الوافر]
٩٩ ـ أري عينيّ ما لم تر أياه |
|
[كلانا عالم بالتّرّهات] |
ثم حذفت الألف للجازم ثم أبدلت الهمزة ألفا لما ذكرنا.
وقال (٣) ابن يعيش : اختار البصريون في باب التنازع إعمال الثاني لأنه أقرب إلى المعمول ، فروعي فيه جانب القرب وحرمة المجاورة.
قال : ومما يدلّ على رعايتهم جانب القرب والمجاورة أنهم قالوا : جحر ضبّ خرب ، وماء شنّ بارد ، فأتبعوا الأوصاف إعراب ما قبلها ، وإن لم يكن المعنى عليه ، ألا ترى أن الضبّ لا يوصف بالخراب ، والشنّ لا يوصف بالبرودة ، وإنما هما من وصف الجحر والماء.
قال : ومن الدليل على مراعاة القرب والمجاورة قولهم : خشّنت بصدره وصدر زيد ، فأجازوا في المعطوف وجهين أجودهما الخفض ، فاختاروا الخفض هنا حملا
__________________
٩٨ ـ الشاهد لعبد يغوث بن وقاص الحارثي في الأغاني (١٦ / ٢٥٨) ، وخزانة الأدب (٢ / ١٩٦) ، وسرّ صناعة الإعراب (١ / ٧٦) ، وشرح اختيارات المفضّل (ص ٧٦٨) ، وشرح شواهد الإيضاح (ص ٤١٤) ، وشرح شواهد المغني (٢ / ٦٧٥) ، ولسان العرب (هذذ) ، و (قدد) ، و (شمس) ، ومغني اللبيب (١ / ٢٧٧) ، وبلا نسبة في شرح الأشموني (١ / ٤٦) ، وشرح المفصّل (٥ / ٩٧) ، والمحتسب (١ / ٦٩).
٩٩ ـ الشاهد لسراقة البارقي في الأغاني (٩ / ١٣) ، وأمالي الزجاجي (ص ٨٧) ، وسرّ صناعة الإعراب (ص ٧٧) ، وشرح شواهد الشافية (ص ٣٢٢) ، وشرح شواهد المغني (ص ٦٧٧) ، ولسان العرب (رأى) ، والمحتسب (١ / ١٢٨) ، ومغني اللبيب (ص ٢٧٧) ، والممتع في التصريف (ص ٦٢١) ، ونوادر أبي زيد (١٨٥) ، ولابن قيس الرقيات في ملحق ديوانه (١٧٨) ، وبلا نسبة في جمهرة اللغة (ص ٢٣٥) ، والخصائص (٣ / ١٥٣) ، وشرح شافية ابن الحاجب (ص ٤١).
(١) انظر شرح المفصّل (١ / ٧٩).