(بله) على الفتح إتباعا لفتحة الباء ، ولم يعتد باللام حاجزا لسكونها ، وقولهم : [الطويل]
١ ـ [ألا ربّ مولود وليس له أب |
|
وذي ولد] لم يلده أبوان |
فتح الدال إتباعا لفتحة الياء عند سكون اللام.
ـ وإتباع حركة الفاء للعين في لغة من قال في لدن : لد ، قال ابن يعيش : «من قال : لد ، بضمّ الفاء والعين فإنه أتبع الضمّ الضّمّ بعد حذف اللّام» (٢).
ـ وإتباع حركة الميم لحركة الخاء والتاء والغين في قولهم : منخر ومنتن ومغيرة. وقال ابن يعيش : «منهم من يقول : منتن بضمّ التاء إتباعا لضمة الميم ، ومنهم من يقول : منتن بكسر الميم إتباعا لكسرة التاء إذ النون لخفائها وكونها غنّة في الخيشوم حاجز غير حصين» (٣). وقالوا : كلّ فعل على فعل ـ بكسر العين ـ وعينه حرف حلق يجوز فيه كسر الفاء إتباعا لكسر العين نحو : نعم وبئس.
ـ ومنه : إتباع حركة فاء كلمة لحركة فاء أخرى لكونها قرنت معها ، وسكون عين كلمة لسكون عين أخرى ، أو حركتها لحركتها كذلك. قال ابن دريد في (الجمهرة) : «تقول : ما سمعت له جرسا ، إذا أفردت ، فإذا قلت : ما سمعت له حسّا ولا جرسا ، كسرت الجيم على الإتباع» (٤).
وقال الفارابي في (ديوان الأدب) : «يقال : ـ رجس نجس ـ فإذا أفردوا قالوا نجس» (٥).
ـ ومنه : إتباع الكلمة في التنوين لكلمة أخرى منوّنة صحبتها كقوله تعالى : (وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ) [النمل : ٢٢] ، (إِنَّا أَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ سَلاسِلَ وَأَغْلالاً
__________________
١ ـ الشاهد لرجل من أزد السّراة في الكتاب (٢ / ٢٧٧) ، وشرح التصريح (٢ / ١٨) ، وشرح شواهد الإيضاح (٢٥٧) ، وشرح شواهد الشافية (٢٢) ، وله أو لعمرو الجنبي في خزانة الأدب (٢ / ٣٨١) ، والدرر (١ / ١٧٣) ، وشرح شواهد المغني (١ / ٣٩٨) ، والمقاصد النحوية (٣ / ٣٥٤) ، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر (١ / ١٩) ، والجنى الداني (٤٤١) ، والخصائص (٢ / ٣٣٣) ، والدرر (٤ / ١١٩) ، ورصف المباني (ص ١٨٩) ، وشرح الأشموني (٢ / ٢٩٨) ، وشرح المفصّل (٤ / ٤٨) ، والمقرّب (١ / ١٩٩) ، ومغني اللبيب (١ / ١٣٥) ، وهمع الهوامع (١ / ٥٤).
(١) انظر شرح المفصل (٤ / ٩٤) بتصرف.
(٢) انظر شرح المفصل (٤ / ٩٥).
(٣) انظر الجمهرة (٢ / ٧٥).
(٤) انظر ديوان الأدب (١ / ١٨٦).