التي هي عين حرف الإعراب ، وكان القياس قلبها ألفا لتحرّكها بحركات الإعراب وانفتاح ما قبلها ، ثم يدخل التنوين على حد دخوله في نحو : عصا ورحى ، فتحذف الألف لالتقاء الساكنين فيبقى المعرب على حرف واحد ، وذلك معدوم النظير ، فلما كان القياس يؤدي إلى ما ذكر ، أبدلوا من الواو ميما ، لأن الميم حرف جلد يتحمل الحركات من غير استثقال وهما من الشفتين فهما متقاربان ، ذكره ابن يعيش (١).
ومنها : ألف (كلا) وليست زائدة لئلا يبقى الاسم الظاهر على حرفين وليس ذلك في كلامهم أصلا ، ذكره ابن يعيش أيضا.
ومنها : مذهب سيبويه أن التاء في (كلتا) بدل من لام الكلمة ، كما أبدلت منها في (بنت وأخت) ، وألفها للتأنيث ، ووزنها فعلى (كذكرى) ، وذهب الجرمي إلى أن التاء للتأنيث والألف لام الكلمة كما في (كلا) والوجه الأول ، لأنه ليس في الأسماء فعتل ، ولم يعهد أن تاء التأنيث تكون حشوا في كلمة ، ذكره ابن يعيش (٢).
ومنها : قال ابن الأنباري في (الإنصاف) (٣) : ذهب البصريون إلى أن الأسماء الستة معربة من مكان واحد ، والواو والألف والياء هي حروف الإعراب ، وذهب الكوفيون إلى أنها معربة من مكانين ، قال : والذي يدلّ على صحة ما ذهبنا إليه وفساد ما ذهبوا إليه ، أن ما ذهبنا إليه له نظير في كلام العرب ؛ فإن كل معرب في كلامهم ليس له إلا إعراب واحد وما ذهبوا إليه لا نظير له في كلامهم ، فإنه ليس في كلامهم ، معرب له إعرابان ، والمصير إلى ما له نظير أولى من المصير إلى ما ليس له نظير.
ومنها : قال ابن الأنباري (٤) : ذهب البصريون إلى أن الألف والواو والياء في التثنية والجمع حروف إعراب ، وذهب الجرمي إلى أن انقلابها هو الإعراب ، وقد أفسده بعض النحويين بأن هذا يؤدي إلى أن يكون الإعراب بغير حركة ولا حرف ، وهذا لا نظير له في كلامهم.
ومنها : قال ابن فلاح في (المغني) : صفة اسم (لا) المبني يجوز فتحه نحو : لا رجل ظريف في الدار ، وهي فتحة بناء ؛ لأن الموصوف والصفة جعلا كالشيء الواحد بمنزلة خمسة عشر ، ثم دخلت (لا) عليهما بعد التركيب ، ولا يجوز أن
__________________
(١) انظر شرح المفصّل (١ / ٥٣).
(٢) انظر شرح المفصّل (١ / ٥٥).
(٣) انظر الإنصاف المسألة رقم (٢).
(٤) انظر الإنصاف المسألة رقم (٣).