وقولهم : (عسى الغوير أبؤسا) (١).
٣ ـ والثالث : المطرد في الاستعمال الشاذ في القياس نحو قولهم : استحوذ ، وأخوص الرمث (٢) ، واستصوبت الأمر ، واستنوق الجمل واستفيل الجمل ، واستتيست الشاة (٣) وأغيلت المرأة ، وقول زهير : [الطويل]
١٧٣ ـ هنالك إن يستخولوا المال يخولوا |
|
[وإن يسألوا يعطوا وإن ييسروا يغلوا] |
٤ ـ والرابع : الشاذّ في القياس والاستعمال جميعا كتتميم مفعول مما عينه واو أو ياء نحو : ثوب مصوون ، ومسك مدووف ، وفرس مقوود ورجل معوود من مرضه ، وهذا لا يسوغ القياس ولا رد غيره إليه.
واعلم أن الشيء إذا اطّرد في الاستعمال وشذّ عن القياس فلا بد من اتباع السمع الوارد به فيه نفسه ، ولكنه لا يتخذ أصلا يقاس عليه غيره ، ألا ترى أنك إذا سمعت استحوذ واستصوب أديتهما بحالهما ولم تتجاوز ما ورد به السمع فيهما إلى غيرهما ، فلا تقول في استقام : استقوم ، ولا في استباع : استبيع ، ولا في أعاد : أعود ، فإن الشيء شاذا في السماع مطردا في القياس تحاميت ما تحامت العرب منه وجريت في نظيره على الواجب في أمثاله.
من ذلك امتناعك من (وذر) و (ودع) لأنهم لم يقولوهما ، ولا غرو عليك أن تستعمل نظيرهما نحو : وزن ووعد لو لم تسعهما ، فأما قول أبي الأسود : [الرمل]
١٧٤ ـ ليت شعري عن خليلي ما الّذي |
|
غاله في الحبّ حتّى ودّعه |
__________________
(١) المثل في مجمع الأمثال رقم (٢٤٣٥) ، والمستقصى رقم (٥٤٦) ، وهو يضرب في التهمة ووقوع الشرّ.
(٢) الرمث : شجر ترعاه الإبل.
(٣) انظر المثل في المستقصى رقم (٦١٣).
١٧٣ ـ الشاهد لزهير في ديوانه (ص ١١٢) ، ولسان العرب (خبل) ، و (خول) ، وتهذيب اللغة (٧ / ٤٢٥) ، وجمهرة اللغة (ص ٢٩٣) ، ومقاييس اللغة (٢ / ٢٣٤) ، والمخصّص (٧ / ١٥٩) ، ومجمل اللغة (٢ / ٢٣٧) ، وتاج العروس (خبل) ، وديوان الأدب (٢ / ٣٢٣).
١٧٤ ـ الشاهد لأبي الأسود الدؤلي في ملحق ديوانه (ص ٣٥٠) ، والإنصاف (٢ / ٤٨٥) ، وخزانة الأدب (٥ / ١٥٠) ، والخصائص (١ / ٩٩) ، والشعر والشعراء (٢ / ٧٣٣) ، والمحتسب (٢ / ٣٦٤) ، ولأنس بن زنيم في حماسة البحتري (ص ٢٥٩) ، وخزانة الأدب (٦ / ٤٧١) ، ولأبي الأسود أو لأنس في لسان العرب (ودع) ، وبلا نسبة في شرح شافية ابن الحاجب (١ / ١٣١) ، وشرح شواهد الشافية (ص ٥٠).