فشاذّ ، فأما قولهم : ودع الشيء يدع إذا سكن فإنه مسموع متبع.
ومن ذلك استعمال (أن) بعد كاد نحو : كاد زيد أن يقوم. وهو قليل شاذ في الاستعمال ، وإن لم يكن قبيحا ولا مأبيا في القياس.
ومن ذلك قول العرب : أقائم أخواك أم قاعدان ، هكذا كلامهم ، قال أبو عثمان : والقياس يوجب أن تقول : أقائم أخواك أم قاعدهما؟ إلا أن العرب لا تقوله إلا قاعدان فتصل الضمير ، والقياس يوجب فصله ليعادل الجملة الأولى.
قال (١) : ومما ورد شاذا عن القياس مطردا في الاستعمال قولهم : الحوكة ، والخولة ، فهذا من الشذوذ عن القياس على ما ترى ، وهو في الاستعمال منقاد غير متأبّ ، ولا تقول على هذا في جمع قائم : قومة ، ولا في صائم : صومة ، وقد قالوا في القياس : خانه ، ولا تكاد تجد شيئا من تصحيح هذا في الياء لم يأت عنهم في نحو بائع ، وسائر. بيعة ولا سيرة ، وإنما شذ ما شذ من هذا مما عينه واو لا ياء نحو : الخونة والحوكة والخول والدول ، وعلته عندي قرب الألف من الياء وبعدها عن الواو ، فإذا صححت نحو الحوكة كان أسهل من تصحيح نحو البيعة ، وذلك أن الألف لما قربت من الياء أسرع انقلاب الياء إليها وكان ذلك أسوغ من انقلاب الواو إليها لبعد الواو عنها.
وفي (شرح المفصّل) لابن يعيش (٢) : من الشاذ في القياس والاستعمال دخول أل على المضارع في قوله : [الطويل]
١٧٥ ـ ويستخرج اليربوع من نافقائه |
|
ومن حجره بالشّيخة اليتقصّع |
قال : والذي شجعه على ذلك أنه رأى الألف واللام بمعنى الذي في الصفات فاستعملها في الفعل على ذلك المعنى ، وقوله : [الوافر]
١٧٦ ـ من اجلك يا الّتي تيّمت قلبي |
|
وأنت بخيلة بالودّ عنّي |
__________________
(١) انظر الخصائص (١ / ١٢٣).
(٢) انظر شرح المفصل (١ / ٢٥).
١٧٥ ـ الشاهد لذي الخرق الطهويّ في تخليص الشواهد (ص ١٥٤) ، وخزانة الأدب (٥ / ٤٨٢) ، والمقاصد النحويّة (١ / ٤٦٧) ، ونوادر أبي زيد (ص ٦٧) ، وبلا نسبة في الإنصاف (١ / ١٥٢) ، وجواهر الأدب (ص ٣٢٠ ، ورصف المباني (ص ٧٥) ، وسرّ صناعة الإعراب (١ / ٣٦٨) ، وشرح شواهد الشافية (ص ٣٤٦) ، وشرح المفصّل (١ / ٢٥) ، وتاج العروس (الباء).
١٧٦ ـ الشاهد بلا نسبة في أسرار العربية (ص ٢٣٠) ، والجنى الداني (ص ٢٤٥) ، وخزانة الأدب (٢ / ٢٩٣) ، والدرر (٣ / ٣١) ، وشرح عمدة الحافظ (ص ٢٩٩) ، وشرح المفصّل (٢ / ٨) ، واللامات (ص ٥٣) ، ولسان العرب (لتا) والمقتضب (٤ / ٢٤١) ، وهمع الهوامع (١ / ١٧٤) ، والكتاب (٢ / ١٩٨).