ومنها : سراويل لما أشبه صيغة منتهى الجموع منع الصرف.
ومنها : الشبيه بالمضاف ينصب في النداء كالمضاف نحو : يا ضاربا زيدا ويا مضروبا غلامه. قال ابن يعيش (١) : ووجه الشبه بينهما من ثلاثة أوجه :
أحدها : أن الأول عامل في الثاني ، كما كان المضاف عاملا في المضاف إليه فإن قيل : المضاف عامل في المضاف إليه الجر ، وهذا عامل نصبا أو رفعا فقد اختلفا.
قيل : الشي إذا أشبه الشيء من جهة فلا بدّ أن يفارقه من جهات أخر ، ولو لا تلك المفارقة لكان إياه ، فلم تكن المفارقة قادحة في الشبه.
الوجه الثاني : في أن الاسم الأول يختص بالثاني كما أن المضاف يختص بالمضاف إليه ، ألا ترى أن قولنا : يا ضاربا رجلا أخص من قولنا : يا ضاربا.
الثالث : أن الاسم الثاني من تمام الأول كما أن المضاف إليه من تمام المضاف.
وقال السخاوي في شرح المفصل : إذا أشبه الشيء الشيء في أمرين فما زاد أعطي حكمه ما لم يفسد المعنى ، ولهذا عملت (ما) عمل ليس لما أشبهتها في النفي مطلقا وفي نفي الحال خاصة.
وقال ابن هشام في (المغني) (٢) : قد يعطى الشيء حكم ما أشبه في معناه ، أو لفظه أو فيهما ، فأما الأول فله صور كثيرة :
إحداها : دخول الباء في خبر (أن) في قوله تعالى : (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللهَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقادِرٍ) [الأحقاف : ٣٣] ، لأنه في معنى : (أوليس الله بقادر) وفي (كَفى بِاللهِ شَهِيداً) [الرعد : ٤٣] لما دخله من معنى اكتف بالله شهيدا ، وفي قوله : [البسيط]
١٧٧ ـ [هنّ الحرائر لا ربّات أحمرة |
|
سود المحاجر] لا يقرأن بالسّور |
لأنه عار من معنى التقرب.
__________________
(١) انظر شرح المفصّل (١ / ١٢٧).
(٢) انظر مغني اللبيب (٢ / ٧٥١).
١٧٧ ـ الشاهد للراعي النميري في ديوانه (ص ١٢٢) ، وأدب الكاتب (٥٢١) ، ولسان العرب (سور) ، والمعاني الكبير (ص ١١٣٨) ، وللقتال الكلابي في ديوانه (ص ٥٣) ، وللراعي أو للقتال في خزانة الأدب (٩ / ١٠٧) ، وبلا نسبة في جمهرة اللغة (ص ١٢٣٦) ، والجنى الداني (ص ٢١٧) ، وخزانة الأدب (٧ / ٣٠٥) ، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي (ص ٣٧٣) ، وشرح شواهد المغني (١ / ٩١) ، ولسان العرب (قرأ) و (لحد) و (قتل) ، ومجالس ثعلب (ص ٣٦٥) ، ومغني اللبيب (١ / ٢٩) ، والمقتضب (٣ / ٢٤٤).