فهذان محمولان على نحو قوله : [الكامل]
١٨١ ـ ما إن رأيت ولا سمعت بمثله |
|
[كاليوم هانئ أينق جرب] |
الثانية : دخول لام الابتداء على (ما) النافية حملا لها في اللفظ على (ما) الموصولة الواقعة مبتدأ كقوله : [الوافر]
١٨٢ ـ لما أغفلت شكرك فاصطنعني |
|
[فكيف ومن عطائك جلّ مالي] |
فهذا محمول في اللفظ على نحو قولك : لما تصنعه حسن.
الثالثة : توكيد المضارع بالنون بعد لا النافية ، حملا لها في اللفظ على لا الناهية نحو : (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً) [الأنفال : ٢٥].
الرابعة : حذف الفاعل في نحو : (أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ) [مريم : ٣٨] لما كان (أحسن بزيد) مشبها في اللفظ لقولك : امرر بزيد.
الخامسة : دخول لام الابتداء بعد (إنّ) التي بمعنى نعم ، لشبهها في اللفظ بإنّ المؤكدة ، قاله بعضهم في قراءة : (إِنْ هذانِ لَساحِرانِ) [طه : ٦٣].
السادسة : قولهم : «اللهمّ اغفر لنا أيّتها العصابة» (٣) بضم أية ورفع صفتها كما يقال : يا أيتها العصابة ، وكان حقّه النصب كقولهم : نحن العرب أقرى الناس للضيف ، ولكنه لما كان في اللفظ بمنزلة المستعمل في النداء أعطي حكمه وإن انتفى موجب البناء.
السابعة : بناء باب حذام تشبيها له بنزال.
الثامنة : بناء حاشا في (وَقُلْنَ حاشَ لِلَّهِ) [يوسف : ٣١] لشبهها في اللفظ بحاشا الحرفية.
التاسعة : قول بعض الصحابة (٤) : قصرنا الصلاة مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أكثر ما كنا قطّ وآمنه. فأوقع (قط) بعد (ما) المصدرية كما تقع بعد ما النافية.
__________________
١٨١ ـ الشاهد لدريد بن الصمة في ديوانه (ص ٣٤) ، والأغاني (١٠ / ٢٢) ، وإصلاح المنطق (ص ١٢٧) ، وشرح شواهد الإيضاح (ص ٥٧٨) ، وشرح شواهد المغني (ص ٩٥٥) ، وشرح المفصّل (٨ / ١٢٨) ، وبلا نسبة في جمهرة اللغة (ص ٣٧٤) ، ومغني اللبيب (ص ٦٧٩).
١٨٢ ـ الشاهد للنابغة الذبياني في ديوانه (ص ١٥١) ، وتذكرة النحاة (ص ٦٢٥) ، وبلا نسبة في رصف المباني (ص ٢٤٣) ، وسرّ صناعة الإعراب (١ / ٣٧٧) ، وشرح شواهد المغني (٢ / ٩٥٦) ، ومغني اللبيب (٢ / ٦٨٠).
(١) انظر الكتاب (٣ / ١٩٤).
(٢) انظر صحيح البخاري ، باب الصلاة (١ / ١٢٦) عن حارثة بن وهب.