ومنها : قال الشلوبين : ذهب بعضهم إلى أن الضمير في نحو : ربّ رجل وأخيه ، نكرة لأن العرب أجرته مجراها فهو في معنى : ربّ رجل وربّ أخي رجل ، وسيبويه أبقاه على معرفته لأن أصل وضع ضمير النكرة أن يكون معرفة لا نكرة ، فأجراه سيبويه على أصله ولم يبال بهذا الذي طرأ عليه من جهة معنى الكلام لأنه أمر طارئ في هذا الموضع ، والنكرة في كل موضع ليست كذلك فلذلك جعل سيبويه ضمير النكرة في هذا الموضع معرفة (١).
ومنها : قال الشلوبين : أوجه اللغتين في باب (قاضي) أنه يقال فيه في الوقف في حالي الرفع والجر : هذا قاض ومررت بقاض ، ويقال في الأخرى : هذا قاضي ومررت بقاضي ، ووجه هذه اللغة أن حاذف الياء في الوصل إنما كان التنوين لالتقائها معه وقد سقط في الوقف فرجعت الياء ووجه اللغة الأولى أن حذف التنوين في الوقف عارض ، والعارض لا يعتدّ به فبقيت الياء محذوفة وسكن ما قبلها لأنه لا يوقف على متحرك ، وهذه اللغة أوجه اللغتين لأنها مبنية على عدم الاعتداد بالعارض وهو الأكثر.
__________________
(١) انظر الكتاب (٢ / ٥٠).