فتح الأول نحو : من الناس ، طلبا للخفة فيما يكثر استعماله ، ويقل الكسر لثقل توالي الكسرتين فيما يكثر استعماله.
وقال ابن فلاح في (المغني) : شرط الرخيم أن يكون المرخّم منادى ، وذلك لأنه حذف ، والنداء يكثر استعماله ، ولذلك أوقعوه على الحيّ والميّت والجماد فناسب كثرة استعماله تخفيف لفظه بالحذف ، كما حذفوا منه التنوين وياء المتكلم المضاف إليها.
قال : وشرطه أن يكون علما وإنّما رخموا صاحبا فقالوا : يا صاح لأنه لما كثر استعماله من غير ذكر موصوف صار بمنزلة العلم.
قال : واختص يا بن أم ، ويا بن عم ، بحذف الياء لكثرة الاستعمال حتى أن العرب تلقى الغريب فتقول له : يا بن أم ويا بن عم ، استعطافا وتقربا إليه وإن لم يكن بينهما نسب قال : وإنما وجب إضمار الفعل العامل في المنادى وفي التحذير لأن الواضع تصور في الذهن أنه لو نطق به لكثر استعماله فألزمه الإضمار طلبا للخفة ، لأن كثرة الاستعمال مظنة التخفيف ، وأقام مقامه في النداء حرفا يدل عليه في محله.
وقال : المصدر الذي يجب إضمار فعله إنما وجب إضماره لكثرة الاستعمال ومعنى كثرة الاستعمال أنه تقرر في أذهانهم أنهم لو استعملوها لكثر استعمالها فخففوها بالحذف وجعلوا المصدر عوضا منها.
وقال ابن الدهان في (الغرة) : ذهب الأخفش إلى أن ما غير لكثرة استعماله إنّما تصورته العرب قبل وضعه ، وعلمت أنه لا بدّ من استعماله فابتدؤوا بتغييره علما بأن لا بدّ من كثرة استعماله الداعية إلى تغييره كما قال : [المتقارب]
٢٠٦ ـ رأى الأمر يفضي إلى آخر |
|
فصيّر آخره أوّلا |
وقال السخاوي في : (شرح المفصّل) : هم يغيرون الأكثر ويحذفون منه كما فعلوا في لم أبل ، وربّما ألحقوا فيه كقولهم : أمهات ، وكقولهم : اللهم ويا أبت ويا أمت.
__________________
٢٠٦ ـ الشاهد بلا نسبة في الخصائص (١ / ٢٠٩) ، وشرح المفصّل (٥ / ١٢٠).