أنّنا وكأنّنا إنما هو النون الوسطى دون نون الضمير ، قال : لأنه عهد حذفها دون حذف نون الضمير.
الرابع : إذا اجتمع نون الوقاية ونون الإناث.
نحو : [الوافر]
٢٤ ـ [تراه كالثّغام يعلّ مسكا] |
|
يسوء الفاليات إذا فليني |
والأصل فلينني ، فحذف إحدى النونين ، واختلف في المحذوفة فقال المبرد : هي نون الوقاية لأن الأولى ضمير فاعل لا يليق بها الحذف ، ورجّحه ابن جنّي والخضراوي وأبو حيان وابن هشام. وفي (البسيط) أنه مجمع عليه. وقال سيبويه : هي نون الإناث. واختاره ابن مالك قياسا على (تأمروني) ، وردّه أبو حيان لأنه قياس على مختلف فيه.
الخامس : المضارع المبدوء بالتاء إذا كان ثانيه تاء نحو : تتعلم وتتكلم ، يجوز الاقتصار فيه على إحدى التاءين ، وهل المحذوف الأولى أو الثانية؟ قولان أصحهما الثاني وعليه البصريون ، لأنّ الأولى دالّة على معنى وهي المضارعة ، ورجّحه ابن مالك في (شرح الكافية) (٢) بأن الاستثقال في اجتماع المثلين ، إنما يحصل عند النطق بثانيهما فكان هو الأحقّ بالحذف. قال : وقد يفعل ذلك بما صدر فيه نونان كقراءة بعضهم (وَنُزِّلَ الْمَلائِكَةُ تَنْزِيلاً)(٣) [الفرقان : ٢٥] قال : وفي هذه القراءة دليل على أن المحذوف من التاءين هي الثانية لأن المحذوف من النونين في القراءة المذكورة إنما هي الثانية ، ورجّحه الزنجاني في (شرح الهادي) : بأن الثانية هي التي تعلّ فتسكن وتدغم في (تذكرون) ، فلما لحقها الإعلال دون الأولى لحقها الحذف دون الأولى ، إذ الحذف مثل الإعلال.
السادس : الفعل المضاعف على وزن فعل نحو : ظلّ ومسّ وأحسّ إذا أسند إلى الضمير المتحرّك نحو ظللت ومسست وأحسست ، جاز حذف أحد حرفي التضعيف
__________________
٢٤ ـ الشاهد لعمر بن معد يكرب في ديوانه (ص ١٨٠) ، والكتاب (٤ / ٤) ، وخزانة الأدب (٥ / ٣٧١) ، والدرر (١ / ٢١٣) ، وشرح أبيات سيبويه (٢ / ٣٠٤) ، وشرح شواهد الإيضاح (ص ٢١٣) ، ولسان العرب (خلا) ، والمقاصد النحوية (١ / ٣٧٩) ، وبلا نسبة في جمهرة اللغة (ص ٤٥٩) ، وشرح المفصل (٣ / ٩١) ، ولسان العرب (حيج) ، والمنصف (٢ / ٣٣٧) ، وهمع الهوامع (١ / ٦٥).
(١) انظر شرح الكافية الشافية (٤ / ٢١٨٨) ، تح : عبد المنعم أحمد هريدي.
(٢) قرأ ابن كثير (وننزل) بنونين الثانية ساكنة وتخفيف الزاي ورفع اللام (تيسير الداني ١٣٣).