الفضل بن ناصر ، وأبو الوقت السّجزي ، وأبو المظفّر ابن الشّبلي ، وأبو محمد ابن المادح ، وأبو الفتح ابن البطّي وخلق يطول ذكرهم. وطلب هو بنفسه ، وقرأ على الشّيوخ.
وكان فيه فضل ، وله شعر حسن ، حدّث ببغداد باليسير ، وخرج منها بعد سنة ثمانين وخمس مئة إلى الشّام ، وحدّث في سفره بالموصل وغيرها ، وانتهى إلى دمشق فنزلها ، وروى بها إلى أن توفي بها.
وقد روى لنا عنه أبو الفتوح نصر بن محمد البغدادي بمكة شرّفها الله وببغداد ، وأبو طالب عبد الرحمن بن محمد الهاشمي من لفظه وكتبه لي بخطّه ، قال : أنشدني أبو الفتوح عبد السّلام بن يوسف الدّمشقي ببغداد لنفسه :
على ساكني بطن العقيق سلام |
|
وإن أسهروني بالفراق وناموا |
حظرتم عليّ النّوم وهو محلّل |
|
وحلّلتم التّعذيب وهو حرام |
إذا بنتم عن حاجر وحجرتمو |
|
على الدّمع أن يدنو إليه ملام |
فلا ميّلت ريح الصّبا فرع بانة |
|
ولا سجعت فوق الغصون حمام |
ولا قهقهت فيه الرّعود ولا بكى |
|
على حافتيه بالعشيّ غمام |
فما لي وما للربع قد بان أهله |
|
وقد قوّضت من ساكنيه خيام |
ألا ليت شعري هل إلى الرّمل عودة |
|
وهل لي بتلك البانتين لمام |
وهل نهلة من ماء يبرين عذبة |
|
أداوي بها قلبا براه أوام (١) |
ألا يا حمامات الأراك إليكم |
|
فما لي في تغريدكنّ مرام |
فوجدي وشوقي مسعد ومؤانس |
|
ونوحي ودمعي مطرب ومدام |
توفي عبد السّلام بن يوسف الدّمشقي بدمشق بعد سنة ثمانين وخمس مئة بيسير (٢).
__________________
(١) الأوام : دوار في الرأس.
(٢) توفي سنة ٥٨٢ كما في مصادر ترجمته.