معروف بالفضل والعلم والتّقدّم.
سمع الكثير في صباه ، وطلب بنفسه ، ورحل في طلب الحديث من خراسان إلى ما وراء النّهر ، ثم إلى العراق والحجاز والشام وبلاد الجبال ، وسمع من عامة شيوخ هذه البلاد ، وكتب بخطّه.
وكان وافر الهمّة ، حسن الفهم ، جيّد الخطّ والضّبط. حصّل الكثير ، وجمع الشيوخ ، والمعاجم ، والكتب الكثيرة.
ورد بغداد في سنة اثنتين وثلاثين وخمس مئة وأقام بها مدة وحجّ منها مرّتين ، وعاد إليها ، وانحدر إلى واسط والبصرة ، وسمع بهما ، وعاد إليها. وخرج إلى الشّام وسمع هناك ، ثم عاد ، وكتب عن عامة شيوخ بغداد في وقته ، وبحث عن أحوالهم ، وذاكر حفّاظها ، وجمع لها «تاريخا» جعله مذيّلا على تاريخ أبي بكر أحمد بن عليّ بن ثابت الخطيب لها في عشر مجلدات بيّضه في بلده بعد عوده إليه ، ووقفه ونفّذ به إلى بغداد ، وجعله برباط شيخ الشّيوخ. وكتابنا هذا مذيّل عليه وتال له.
سمع ببغداد القاضي أبا بكر محمد بن عبد الباقي البزّاز ، وأبا منصور عبد الرّحمن بن محمد بن زريق ، وأبا القاسم إسماعيل بن أحمد السّمرقندي ، وأبا البركات عبد الوهّاب بن المبارك الأنماطي ، وأبا محمد يحيى بن عليّ ابن الطّرّاح ، وأبا الحسن عليّ بن هبة الله بن عبد السّلام ، وأبا البدر إبراهيم بن محمد الكرخي ، وأبا منصور محمد بن عبد الملك بن خيرون ، وأبا منصور موهوب بن أحمد ابن الجواليقي ، وشيخ الشيوخ أبا البركات إسماعيل بن أحمد النّيسابوري ، وخلقا يطول ذكرهم.
وحدث بها ، فسمع منه جماعة منهم : أبو بكر المبارك بن كامل الخفّاف. وروى لنا عنه أبو أحمد عبد الوهّاب بن علي الأمين ، وأثنى عليه ، ووصفه بالحفظ وعلوّ الهمّة ، وكثرة الاشتغال ، وعبد العزيز بن معالي بن منينا وغيرهما.
قرأت على أبي أحمد عبد الوهّاب بن عليّ بن عليّ البغدادي ، قلت له :