الحصين ، ومن بعده ، وبمصر ، وبالإسكندرية ، وروى عن أبي عبد الله محمد ابن أحمد الرّازي الإسكندراني. وكان كثير الحجّ ، وربّما حجّ منفردا متوكّلا. رأيته ببغداد ، وسمعت عليه عن الرازي وابن الحصين. وكان أبو الفرج ابن النّقّور قد كتب عنه عجائب ذكر أنه رآها في طريق الحجّ من رؤية الجنّ وما جرى له معهم ورؤية الخضر بمكة وأشياء أخر ، وسمعنا ذلك منه (١). وكان له ببغداد قبول ولكنه نقص بعد ذلك. آخر كلام القرشي.
قلت : وقد ذكره تاج الإسلام أبو سعد ابن السّمعاني في كتابه وقال : ورد بغداد وحدّث بها عن أبي عبد الله الرّازي.
أخبرنا القاضي عمر بن عليّ بن الخضر فيما أذن لنا أن نرويه عنه ، قال : أخبرنا أبو نصر عبد الواحد بن عبد الملك الكرجيّ قراءة عليه وأنا أسمع ببغداد ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم الرّازي بالإسكندرية ، قال : أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسين ابن الطّفّال بمصر ، قال : حدثنا أبو محمد الحسن بن رشيق ، قال : حدثني أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النّسائي ، قال (٢) : حدثنا قتيبة بن سعيد ، عن مالك بن أنس ، عن سميّ ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال (٣) : «من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة ثم راح ، فكأنّما قرّب بدنة ، ومن راح في الساعة الثّانية فكأنّما قرّب بقرة ، ومن راح في الساعة الثّالثة فكأنما قرّب كبشا ، ومن راح في الساعة الرّابعة فكأنّما قرّب دجاجة ، ومن راح في السّاعة الخامسة فكأنّما قرّب بيضة ، فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذّكر» (٤).
__________________
(١) لا يشك عاقل أن ذلك مما كان يتهيأ له في حال وحدته أو جوعه.
(٢) في المجتبى ٣ / ٩٩ ، وفي الكبرى (١٦٢٢).
(٣) وهو في الموطأ (٢٦٦ برواية الليثي) وخرّجناه هناك مستوعبا.
(٤) حديث أبي صالح ذكوان السمان هذا في الصحيحين : البخاري ٢ / ٣ (٨٨١) ، ومسلم ٣ / ٤ (٨٥٠).