وكان له رباط يجلس فيه بقراح القاضي وعنده جماعة من الفقراء ، قصدناه للسّماع منه في سنة ست وسبعين وخمس مئة فاعتذر إلينا بشغل كان له يومئذ ، فلم يتّفق لي العود إليه ، وقد أجاز لي مرارا.
أنبأنا البديع أبو المظفّر عبد الصّمد بن الحسين الزّنجاني ، قال : قرئ على أبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ببغداد في سنة خمس وعشرين وخمس مئة وأنا أسمع.
وقرأته على أبي محمد عبد الغني بن الحسن بن أحمد ابن العطّار الهمذاني ، قدم علينا ، قلت له : أخبركم أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين (١) قراءة عليه وأنت تسمع ببغداد ، فأقرّ بذلك ، قال : أخبرنا القاضي أبو الطّيّب طاهر بن عبد الله بن طاهر الطّبري ، قراءة عليه وأنا أسمع ، قال : أخبرنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن الغطريف العبدي بجرجان ، قال : أخبرنا أبو العباس أحمد بن عمر بن سريج ، قال : حدثنا أبو يحيى محمد بن سعيد الضّرير ، قال : حدثنا زيد بن الحباب ، قال : حدثنا سيف بن سليمان ، قال : أخبرني قيس بن سعد ، عن عمرو بن دينار ، عن ابن عبّاس ، قال : قضى رسول الله صلىاللهعليهوسلم بشاهد ويمين (٢).
توفي البديع الزّنجاني يوم الأحد رابع عشر شهر ربيع الآخر من سنة إحدى وثمانين وخمس مئة ، ودفن برباطه بقراح القاضي ، رحمهالله وإيانا وجميع المسلمين.
__________________
(١) حدث هنا تكرار في النسختين المنقولتين عن أصل واحد ، فقد جاء فيهما بعد هذا : «ببغداد في سنة خمس وعشرين وخمس مئة وأنا أسمع. وقرأته على أبي محمد عبد الغني بن الحسن ابن أحمد ابن العطّار الهمذاني قدم علينا ، قلت له : أخبركم أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين».
(٢) حديث صحيح تقدم تخريجه في الترجمة ٧٥١.