قدم بغداد في سنة خمسين وخمس مئة ، وسمع بها من أبي الكرم المبارك ابن الحسن ابن الشّهرزوري المقرئ ، وعاد إلى بلده ، وحدّث عنه. ثم قدم علينا بغداد حاجا في سنة عشر وست مئة ، فكتبنا عنه ونعم الشّيخ كان.
قرأت على أبي القاسم عبد المحسن بن عبد الله ابن الطّوسي ببغداد بالجانب الغربي من أصل سماعه ، قلت له : أخبركم أبو الكرم المبارك بن الحسن ابن أحمد المقرئ قراءة عليه وأنت تسمع ببغداد في رمضان سنة خمسين وخمس مئة ، فأقرّ بذلك وعرفه ، قال : أخبرنا أبو محمد رزق الله بن عبد الوهّاب بن عبد العزيز التّميمي قراءة عليه ، قال : أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن مهدي ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن مخلد العطّار ، قال : حدثنا طاهر بن خالد بن نزار ، قال : حدثنا أبي ، قال : أخبرني إبراهيم بن طهمان ، عن قتادة ، عن خلاس بن عمرو ، عن أبي رافع ، عن أبي هريرة ، أنّه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدّم من ذنبه» (١).
أنشدنا أبو القاسم عبد المحسن بن أبي الفضل الخطيب ببغداد من حفظه ، قال : أنشدني أبو الفضل عبد الله بالموصل ، قال : أنشدني أبي أبو نصر أحمد ، قال : أنشدنا الشّيخ أبو إسحاق إبراهيم بن عليّ بن يوسف الشّيرازي رحمهالله لنفسه :
سألت النّاس عن خلّ وفيّ |
|
فقالوا : ما إلى هذا سبيل |
تمسّك إن ظفرت بودّ حرّ |
|
فإنّ الحرّ في الدّنيا قليل |
سألت عبد المحسن ابن الطّوسي عن مولده ، فقال : ولدت في ليلة الثّلاثاء عاشر رجب سنة ثمان وثلاثين وخمس مئة بالموصل (٢).
__________________
(١) إسناده صحيح رجاله ثقات ، لكنه غريب جدا من حديث أبي رافع عن أبي هريرة ، ولم أقف عليه من هذا الوجه في كتاب معتبر. والحديث في صحيح البخاري من حديث أبي سلمة عن أبي هريرة ٣ / ٣٣ (١٩٠١) ، ومن حديث الأعرج عن أبي هريرة ١ / ١٥ (٣٥).
(٢) لم يذكر المؤلف وفاته لتأخرها عن النشرة الأخيرة لكتابه ، وهي أوائل سنة ٦٢١ ، فقد توفي