وعبد الله هذا يعرف بعمّوية ، أبو حفص ، وقيل : أبو عبد الله ، الصّوفيّ الواعظ السّهرورديّ المولد البغداديّ الدّار ، وهو ابن أخي الشّيخ أبي النّجيب السّهروردي الذي قدّمنا ذكره (١).
وعمر هذا صحب عمّه أبا النجيب ، وعنه أخذ التّصوف والوعظ. وهو شيخ فاضل له قدم ثابت في الطّريقة ، ولسان ناطق بكلام القوم ، وتصنيف حسن في شرح أحوالهم.
سمع ببغداد من جماعة منهم : أبو المظفّر هبة الله بن أحمد ابن الشّبلي ، وأبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان ، وأبو زرعة طاهر بن محمد المقدسي ، وعمّه أبو النّجيب عبد القاهر بن عبد الله السّهروردي وغيرهم. وحدّث عنهم ، وتكلّم في الوعظ ، وتولّى عدّة ربط للصّوفية وغيرهم ، ونفّذ من الدّيوان العزيز ـ مجّده الله تعالى ـ رسولا إلى عدة جهات. سمعنا منه وكتبنا عنه ، ونعم الشيخ كان.
قرأت على أبي حفص عمر بن محمد السّهروردي ، قلت له : أخبركم أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن سلمان البغدادي بها قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو عبد الله مالك بن أحمد بن عليّ البانياسي قراءة عليه وأنا أسمع ، قال : أخبرنا أبو الفتح محمد بن أحمد بن أبي الفوارس الحافظ ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن يوسف بن خلّاد النّصيبي ، قال : حدثنا أبو عبد الله أحمد بن إبراهيم بن ملحان ، قال : حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير ،
__________________
في التكملة ٣ / الترجمة ٢٥٦٥ ، وأبو شامة في ذيل الروضتين ١٦٣ ، وابن الساعي في أخبار الزهاد ، الورقة ٩٥ ، وابن خلكان في وفيات الأعيان ٣ / ٤٤٦ ، والكتاب المسمى بالحوادث ١٠٢ (بتحقيقنا) ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٤ / ٧٨ ، والمختصر المحتاج ٣ / ١٠٨ ، وتذكرة الحفاظ ٤ / ١٤٥٨ ، وسير أعلام النبلاء ٢٢ / ٣٧٣ واستوعبنا فيه الكثير من مصادر ترجمته فراجعه إن شئت استزادة.
(١) الترجمة ٢١١٨.