وقدم بغداد مرّتين ؛ أولاهما في سنة عشرين وخمس مئة ، وسمع بها فيهما الكثير من أبي القاسم بن الحصين ، والبارع أبي عبد الله الدّبّاس ، وأبي العز بن كادش ، وأبي غالب ابن البنّاء وخرّج له «مشيخة» في نحو عشرة أجزاء وتكلّم على أحاديثها وأحسن ، ومن أبي بكر المزرفي ، وأبي القاسم الشّروطي ، وأبي القاسم الحريري ، وأبي منصور بن زريق ، والقاضي أبي بكر الأنصاري ، وإسماعيل ابن السّمرقندي ، وعبد الوهّاب الأنماطي رحمهمالله ، وخلق يطول ذكرهم. وسمع بنيسابور من زاهر الشّحّامي ، وأخيه وجيه ، وأبي عبد الله الفراوي وغيرهم.
وعاد إلى بلده ، وحدّث بالكثير ، وسمع النّاس منه سنين ، وبنى له نور الدين محمود بن زنكي أمير الشّام دار الحديث بدمشق ، ووقف عليها وقفا تصرف غلته إلى المشتغلين عليه بالحديث فيها. وكان موفّقا في أفعاله وتصنيفه.
حدّثنا عنه أبو جعفر أحمد بن عليّ القرطبي بمكة ، وغيره.
وذكره تاج الإسلام أبو سعد ابن السّمعاني في كتابه الذي كتابنا هذا مذيّل عليه ، فوصفه بالفضل والحفظ والإتقان ، وروى عنه فيه الكثير. وذكرناه نحن لأنّ وفاته تأخرت عن وفاة ابن السّمعاني على ما شرطناه.
حدثنا أبو جعفر أحمد بن عليّ بن عتيق المقرئ لفظا بالمسجد الحرام في حجّتنا الأولى سنة تسع وسبعين وخمس مئة ، قال : أخبرنا الحافظ أبو القاسم عليّ بن الحسن بن عساكر قراءة عليه بدمشق قال : أخبرنا أبو الحسن مكي بن أبي طالب البروجردي بقراءتي عليه بمنى ، قال : أخبرنا أبو الحسن عليّ بن أحمد بن محمد الصّيدلاني بنيسابور ، قال : أخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد بن محمش الزّيادي ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال ، قال : حدثنا يحيى بن الرّبيع المكي ، قال : حدثنا سفيان بن عيينة ، عن أيوب بن موسى ، عن نبيه بن وهب ، عن أبان بن عثمان ، عن عثمان رضياللهعنه يبلغ به النّبيّ صلىاللهعليهوسلم قال : «لا