إليه من معرفة الرّجال والرّواة والأسماء والكنى والألقاب. وله أيضا في الوعظ المؤلّفات الحسنة والكتب المفيدة بالعبارة الرّائقة والإشارة الفائقة ، والمعاني الدّقيقة ، والاستعارة الرّشيقة. وكان من أحسن النّاس في ذلك كلاما ، وأعذبهم لسانا ، وأجودهم بيانا.
تفقه على أبي بكر الدّينوري. وقرأ الوعظ على الشّريف أبي القاسم العلوي الهروي ، وعلى أبي الحسن ابن الزّاغوني. وقرأ الأدب على أبي منصور ابن الجواليقي.
وسمع الحديث من أبي الحسن عليّ بن عبد الواحد الدّينوريّ ، والبارع أبي عبد الله ابن الدّبّاس ، وأبي القاسم بن الحصين ، وأبي غالب ابن البنّاء ، وأبي بكر المزرفي ، والشريف أبي السّعادات المتوكّلي ، وأبي غالب الماوردي البصري ، وأبي عبد الله بن خسرو البلخي ، وأبي منصور القزّاز ، والقاضي أبي بكر الفرضي ، وإسماعيل ابن السّمرقندي. ومن الغرباء مثل الشريف أبي القاسم عليّ ابن يعلى العلوي ، وأبي سعد إسماعيل بن أبي صالح المؤذّن ، وعبيد الله بن أبي عاصم الهروي ، وأبي نصر بن مندة ، وأبي الفتح الكروخي ، وأبي الوقت السّجزي ، وخلق غير هؤلاء.
وجمع لنفسه «مشيخة» (١) ذكر فيها شيوخه وأحوالهم وروى فيها عن كلّ واحد حديثا ، وبورك له في علمه وسنّه ، فروى الكثير ، وسمع النّاس منه أكثر من أربعين سنة ، وحدّث بمصنّفاته مرارا. سمعت منه كثيرا ، وكتبت عنه ، ونعم الشّيخ كان ثقة ومعرفة وصدقا.
قرأت على الشّيخ أبي الفرج عبد الرحمن بن عليّ بن محمد ابن الجوزي
__________________
(١) حققها محمد محفوظ ، ونشرتها الشركة التونسية للتوزيع سنة ١٩٧٧ حيث طبعت بتونس على نفقة دولة قطر. كما طبعت ببغداد أيضا.