قال : أخبرنا أبو القاسم عليّ بن أحمد بن محمد بن بيان ، قال : أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن مخلد ، قال : أخبرنا أبو عليّ إسماعيل بن محمد الصّفّار ، قال : حدثنا أبو عليّ الحسن بن عرفة ، قال : حدثنا عيسى بن يونس بن أبي إسحاق السّبيعي ، عن الأوزاعي ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي قلابة ، عن أبي المهاجر ، عن بريدة الأسلمي ، قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم في بعض غزواته قال : «بكّروا بالصّلاة في يوم الغيم ، فإنه من ترك الصّلاة حبط عمله» (١).
حدثنا القرشي عمر بن عليّ ، قال : سألت عيسى بن محمد الكلوذاني عن
__________________
(١) هكذا وقع في هذه الرواية : «من ترك الصلاة حبط عمله» ، والمحفوظ : «من ترك صلاة العصر حبط عمله».
والحديث صحيح من حديث أبي المليح عامر بن أسامة الهذلي عن بريدة الأسلمي بلفظ : «من ترك صلاة العصر حبط عمله» والباقي فمن كلام أبي المليح وبريدة ، كما في البخاري ١ / ١٤٥ (٥٥٣): «عن أبي المليح قال : كنّا مع بريدة في غزوة في يوم ذي غيم ، فقال : بكروا في صلاة العصر فإن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «من ترك صلاة العصر حبط عمله». وأعاده في باب «التبكير بالصلاة في يوم غيم» ١ / ١٥٤ (٥٩٤).
وحديث الأوزاعي هذا وهم هو في إسناده ومتنه ، فقد جعله عن أبي المهاجر عن بريدة بدلا من أبي المليح عن بريدة ، وقد تعقبه المزي في ترجمة أبي المهاجر من تهذيب الكمال ٣٤ / ٣٢٦ فقال : «هكذا يقول الأوزاعي ، وغيره لا يذكر أبا المهاجر» وأشار إلى الرواية المحفوظة وهي رواية هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي قلابة الجرمي ، عن أبي المليح. وأما الوهم في المتن فهو جعله «بكروا بالصلاة في يوم الغيم» من كلام النبي صلىاللهعليهوسلم ، وقد ذكرنا أن يوم الغيم كان من رواية أبي المليح ضمن القصة ، و «بكروا بالصلاة» من كلام بريدة.
أخرج حديث الأوزاعي : ابن أبي شيبة ١ / ٣٤٢ و ٢ / ٢٣٧ ، وأحمد ٥ / ٣٦١ ، وابن ماجة (٦٩٤) ، وابن المنذري في الأوسط ٢ / ٣٦٦ و ٣٨١ ، وابن حبان (١٤٧٠) ، والبيهقي في الكبرى ١ / ٤٤٤ ، وابن النجار في التاريخ المجدد ٣ / ١٤٥ وهو عنده من طريق الحسن بن عرفة كما هنا. ويصحح تعليقي على ابن ماجة ، بما ذكرته هنا ، والله الموفق.