الفتح والمكتبة والزهراء في مصر ، والحقائق والمجمع العلمي في دمشق ، والاعتصام والجامعة الإسلامية والعاديات في حلب.
ولقد عين في مجلس معارف ولاية حلب فانصرف إلى تدريس اللغة العربية والإنشاء والعلوم الدينية في مدرسة شمس المعارف ، ثم لما افتتحت المدرسة الخسروية عام ١٩٢١ انتدب لتدريس السيرة النبوية والحديث ثم التاريخ والثقافة الإسلامية. وقد سعى إلى تعديل برامج هذه المدرسة الدينية بشكل يوافق روح العصر وعلومه الحديثة ، فقرر تدريس التاريخ الإسلامي والجغرافية وقانون الحقوق الطبيعية وقانون الأراضي وأحكام الأوقاف وعلم الحساب والعلوم الطبيعية واللغوية ، وانطلاقا من إيمانه بضرورة التوفيق بين علوم الدين والدنيا أخذ على عاتقه ـ وقد عين مديرا للمدارس العلمية الدينية عام ١٩٣٧ ـ أن يتولى إصلاح هذه المدارس الشرعية ، فراح يضع المشاريع ويقدم المقترحات لوضع المناهج الكفيلة بتوحيد خطة هذه المدارس وتخريج طلاب تمكنوا من علوم الدين وتفتحوا على العلوم العصرية والمكتشفات الحديثة.
ولعل قارىء كتابه « إعلام النبلاء » يتبين مدى إقباله على الآثار العمرانية وشغفه بالأوابد التاريخية في مدينة حلب ، وذلك مما يبسطه المؤلف في أثناء كتابه من وصف تفصيلي دقيق للكثير من المساجد والأحياء المتبقية والمنشآت الغابرة والمدارس العامرة أو الداثرة وصفا يعتمد على استعراض هذا الأثر تاريخا وتطورا ، واستقصاء أبعاده ومحتوياته استقصاء الواقف المعاين والأثري الخبير ، فكانت له بذلك يد بيضاء على النشاط الأثري الذي لا يزال ينمو ويزداد في هذه المدينة يوما بعد يوم.
ولقد اجتمعت في هذا الرجل روافد عديدة كونت شخصيته وأنزلته في قلوب أهل عصره منزلة المحب المكرم من علم غزير وخلق فاضل وهمة بالغة ، فكانت المؤسسات العلمية والأدبية والاجتماعية تتخطفه وتستفيد من سعة اطلاعه وغنى نفسه ، فانتخب عام ١٩٢٣ عضوا في المجمع العلمي العربي في دمشق ، وعضوا في جمعية الآثار القديمة عام ١٩٣٠ ، وعضوا في اللجنة الادارية للمتحف الوطني بحلب عام ١٩٣١ ، وعضوا في جمعية المعارف النعمانية بحيدر آباد الدكن عام ١٩٣٥ ، ورئيسا لجمعية البر والأخلاق الإسلامية