عام ١٩٣٨ ، وأخيرا قام برئاسة رابطة العلماء بحلب إلى أن وافته المنية في الخامس والعشرين من رمضان سنة ١٣٧٠ ه ـ ٢٩ حزيران سنة ١٩٥١ م.
أساتذته :
يقول الأستاذ محمد عبد الغني حسن من مقال نشره في مجلة الرسالة * : ولكن الذي أعرفه أن المترجم له تتلمذ على أستاذين من أكبر علماء الشام ، وهما الشيخ محمد الزرقا والشيخ بشير الغزي. أما الشيخ الزرقا فقد كان حجة في فقه الإمام أبي حنيفة ، وكان كما يقول تلميذه : لو شاء إملاء مذهب أبي حنيفة من حفظه لأملاه بنصوصه وحروفه. وقد تولى التدريس في المدرسة الشعبانية أولا ، ثم اشتغل بالقضاء أو رياسة كتّاب المحكمة الشرعية بحلب ، وظل أكثر حياته الطويلة معلما يلتف حوله التلاميذ ويردون أصفى موارده ، إلى أن توفي سنة ١٣٤٣ ه ١٩٢٤ م.
أما الشيخ بشير الغزّي فقد كان أمينا للفتوى بحلب فعضوا بمحكمة الحقوق فرئيسا لها ، فمدرسا بالمدرسة الرضائية فقاضيا ، إلى أن عين في آخر أيامه قاضيا لقضاة حلب ، وظل في المنصب إلى أن توفي سنة ١٣٣٩ ه.
وعلى قدر ما كان الشيخ محمد الزرقا متمكنا من الفقه الإسلامي ضالعا فيه ، كان الشيخ بشير الغزّي متمكنا من اللغة العربية وشعرها وأدبها ، وكان حاضر الذهن في الاستشهاد باللغة أو بالشعر ، وأعجب من ذلك أن كتب الأغاني لأبي الفرج ، والحماسة لأبي تمام ، والأمالي للقالي ، والكامل للمبرد ، ودواوين أبي تمام والبحتري والمتنبي والمعري كانت كلها على مناط الطلب ، يحفظها ويروي عنها ويعيها في صدره ، فلا يكاد يخطىء في الرواية عنها أو يعز عليه الاستشهاد منها.
آثاره :
كان الشيخ الطباخ رحمهالله واحدا من أعلامنا المعاصرين الذين كان لهم أثر واضح في إثراء الثقافة الحديثة وإحياء المآثر الفكرية السالفة ، وتحقيقا لهذه الغاية النبيلة قام
__________________
( * ) ـ عدد ٩٥٢ س ١٩٥١ ص ١١١٤ ـ ١١١٧.