سنة ٣٤٥
قال ابن الأثير : في هذه السنة في رجب سار سيف الدولة بن حمدان في جيوش إلى بلاد الروم وغزاها حتى بلغ خرشنة وصارخة وفتح عدة حصون وسبى وأسر وأحرق وخرب وأكثر القتل فيهم ، ورجع إلى آذنة فأقام بها حتى جاءه رئيس طرسوس فخلع عليه وأعطاه شيئا كثيرا ، وعاد إلى حلب ، فلما سمع الروم بما فعل جمعوا وساروا إلى ميافارقين وأحرقوا سوادها ونهبوا وخربوا وسبوا أهله ونهبوا أموالهم وعادوا.
سنة ٣٤٨
قال ابن الأثير : في هذه السنة غزت الروم طرسوس والرها فقتلوا وسبوا وغنموا وعادوا سالمين.
سنة ٣٤٩
قال ابن الأثير : في هذه السنة غزا سيف الدولة بلاد الروم في جمع كثير فأثر فيها آثارا كثيرة وأحرق وفتح عدة حصون ، وأخذ من السبي والغنائم والأسرى شيئا كثيرا ، وبلغ إلى خرشنة. ثم إن الروم أخذوا عليه المضايق ، فلما أرادوا الرجوع قال له من معه من أهل طرسوس : إن الروم قد ملكوا الدرب خلف ظهرك فلا تقدر على العدو منه ، والرأي أن ترجع معنا ، فلم يقبل منهم وكان معجبا برأيه يحب أن يستبد ولا يشاور أحدا لئلا يقال إنه أصاب برأي غيره ، وعاد في الدرب الذي دخل منه فظهر الروم عليه واستردوا ما كان معه من الغنائم وأخذوا أثقاله ووضعوا السيف في أصحابه فأتوا عليه قتلا وأسرا ، وتخلص هو في ثلثمائة رجل بعد جهد ومشقة ، هذا من سوء رأي كل من يجهل آراء الناس العقلاء.
سنة ٣٥٠
قال ابن الأثير : في هذه السنة سار قفل عظيم من أنطاكية إلى طرسوس ومعهم صاحب أنطاكية ، فخرج عليهم كمين للروم فأخذ من كان فيها من المسلمين وقتل كثيرا منهم ، وأفلت صاحب أنطاكية وبه جراحات.