تاريخه : كان بنو حمدان شيعة ، لكن كان تشيعهم خفيفا ، ولم يكونوا كبني بويه ، فإن بني بويه كانوا في غاية القباحة سبابين (١).
قال في المختار من الكواكب المضية : قال المهلبي : إن مذهب أهل حلب كان مذهب أهل السنة والجماعة ، ولم يكن بها رافضي إلى أن هجمها الروم في سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة وقتلوا معظم أهلها ، فنقل إليها سيف الدولة بن حمدان جماعة من الشيعة مثل الشريف إبراهيم العلوي وغيره ، وكان سيف الدولة يتشيع فغلب على أهلها التشيع لذلك [ الناس على دين ملوكهم ]. وعنه قال الحافظ الذهبي في تاريخ الإسلام : كان بجامع حلب خزانة الكتب ، وكان فيها عشرة آلاف مجلدة من وقف سيف الدولة بن حمدان (٢) وغيره ، فلما صلب ثابت بن أسلم أبو الحسن الحلبي أحد علماء الشيعة بمصر أحرقت الكتب ، وكان صلبه قريبا من سنة ستين وأربعمائة ، وقد ولي خزانة الكتب ، فقال من بحلب من الإسماعيلية : هذا يفسد الدعوة ، وقد كان صنف كتابا في كشف عوارهم وابتداء دعوتهم ، فحمل إلى صاحب مصر فأمر بصلبه.
وفي الدر المنتخب المنسوب لابن الشحنة قال يحيى بن أبي طي في تاريخه في حوادث سنة ٣٥١ : في هذه السنة ظهر مشهد الدكة ، وكان سبب ظهوره أن سيف الدولة علي بن حمدان كان في أحد مناظره بداره التي بظاهر المدينة ، فرأى نورا ينزل على المكان الذي فيه المشهد عدة مرار ، فلما أصبح ركب بنفسه إلى ذلك المكان وحفره فوجد حجرا عليه كتابة [ هذا المحسن بن الحسين بن علي بن أبي طالب ] رضوان الله تعالى عليهم أجمعين ، فبنى عليه هذا المشهد. قال : وقال بعضهم إن سبي نساء الحسين لما وردوا هذا المكان طرح بعض نسائه هذا الولد ، فإنا نروي عن آبائنا أن هذا المكان يسمى بالجوشن ، لأن شمر بن ذي الجوشن عليه اللعنة نزل عليه بالسبي والروس ، وأنه كان معدنا يعمل منه الصفر وأن أهل المعدن فرحوا بالسبي ، فدعت عليهم زينب بنت الحسين ففسد المعدن من يومئذ.!
__________________
(١) بنو بويه كانوا ملوكا في بغداد متغلبين على الخلفاء.
(٢) قال أحمد باشا تيمور المصري في مقالة له منشورة في مجلة الهلال ( سنة ٢٨ جزء ٤ صفحة ٣٢ ) ذكر فيها نوادر المخطوطات : في المكتبة السلطانية بالقاهرة نسخة شمسية من هيئة أشكال الأرض في طولها والعرض بالمصورات مما ألف لسيف الدولة بن حمدان وهي منقولة من خزانة طوب قبو بالأستانة. اه.