وقال بعضهم : إن هذه الكتابة التي على الحجر قديمة وأثر هذا المكان قديم وان هذا الطرح الذي زعموا لم يفسد وبقاؤه دليل على أنه ابن الحسين ، فشاع بين الناس هذه المفاوضة التي جرت وخرجوا إلى هذا المكان وأرادوا عمارته ، فقال سيف الدولة : هذا موضع قد أذن الله لي في عمارته على اسم أهل البيت.
قال يحيى بن أبي طي : ولحقت هذا المشهد وهو باب صغير من حجر أسود عليه قنطرة مكتوب عليها بخط أهل الكوفة كتابة عريضة :
[ عمر هذا المشهد المبارك ابتغاء لوجه الله وقربته إليه على اسم مولانا المحسن بن الحسين بن علي أبي طالب [ رضياللهعنهم ] الأمير الأجل سيف الدولة أبو الحسن علي بن عبد الله بن حمدان ] وذكر التاريخ المتقدم أي سنة ٣٥١.
وقال المقريزي في الجزء الثالث من الخطط : أول من قال في الأذان بالليل محمد وعلي خير البشر الحسين المعروف بأمير كابن شكنب ويقال اشكنبه ، وهو اسم أعجمي معناه الكرش ، وهو علي بن محمد بن علي بن إسماعيل بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضوان الله عليهم ، قاله الشريف محمد بن أسعد الجواني النسابة ، ولم يزل الأذان بحلب يزاد فيه حي على خير العمل ومحمد وعلي خير البشر إلى أيام نور الدين محمود ، فإنه لما فتح المدرسة الكبيرة المعروفة بالحلاوية استدعى أبا الحسن علي بن الحسن بن محمد البلخي الحنفي إليها ، فجاء ومعه جماعة من الفقهاء وألقى بها الدروس ، فلما سمع الأذان أمر الفقهاء فصعدوا المنارة وقت الأذان لهم وقال لهم : مروهم يؤذنوا الأذان المشروع ومن امتنع كبوه على رأسه ، فصعدوا وفعلوا ما أمرهم به ، واستمر الأمر على ذلك ( وسيأتي في الكلام على ولاية الملك الصالح إسماعيل بن نور الدين الشهيد ما كان من أمر الشيعة في ولايته ].
وفي تاريخ أبي الفدا في حوادث سنة ٣٥٦ قال : فيها توفي أبو الفرج علي بن الحسين الكاتب الأصفهاني الأموي صاحب كتاب الأغاني ، كان على أمويته شيعيا ، قيل إنه جمع كتاب الأغاني في خمسين سنة وحمله إلى سيف الدولة فأعطاه ألف دينار واعتذر إليه.