بهما شوههما وذهب بالفائدة في مواضع فيهما. ورأيت المجلد الأول منه عند صديقنا الفاضل الشيخ كامل الغزي مؤلف نهر الذهب في تاريخ حلب ، وهو بخط عدة من النساخ والكثير من تلك الخطوط منها ما يتعسر قراءتها ومنها ما يكاد يتعذر ، وهو غير مرتب ويظهر أنه مسودة المؤلف شيء منه بخطه وشيء بخط تلامذته ، وفي أوله مقدمة طويلة لكن معظمها مما لا تعلق به بالتاريخ ولا فيما هو في صدده من تأليف تاريخ لوطنه ، وقد اقتضبنا منها ما يأتي ، قال في أوله :
أما بعد حمدا لله الذي حكم بالموت على الغني والفقير والمأمور والأمير والكبير والصغير وأشهد أن لا إله إلا الله العلي الكبير والصلاة والسلام على سيدنا محمد السراج المنير سيد الأنام الذي كان بموته تعزية للخاص والعام وعلى آله وصحبه الكرام ما غرد القمري وناح الحمام لفقد إلفه بالحمام وسلم تسليما كثيرا.
و هل عدلت يوما رزية هالك |
|
رزية يوم مات فيه محمد |
و ما فقد الماضون مثل محمد |
|
و لا مثله حتى القيامة يفقد |
ثم قال بعد أن ذكر ما تجمع عنده من التواريخ الخاصة والعامة : فلما اجتمعت عندي هذه الأوراق التي التقطتها من هذه التواريخ المتعلقة بحلب ومعاملاتها صرت إذا أردت أن أرجع إلى لطيفة عسر عليّ الكشف فأردت ترتيبها وتهذيبها وتذهيبها وكنت قد شرعت في الذيل على تاريخ شيخنا المشار إليه وعلمت أن الذي يطالع هذا الذيل ربما يتشوق معه إلى النظر في معرفة من بنى حلب وتراجم أهلها وملوكها الذين سلفوا وتراجم أوليائها وما قيل في نهرها وجبلها وقلعتها إلى غير ذلك فيشق عليه عدم ذكر ذلك وهو من غير شرطي لذلك ، وتذكرت قول الأرجاني :
إذا ما درى الإنسان أخبار من مضى |
|
فتحسبه قد عاش من أول الدهر |
و تحسبه قد عاش آخر عمره |
|
إلى الخير إن أبقى الجميل من الذكر |
و قد عاش كل الدهر من عاش عالما |
|
حليما كريما فاغتنم أطول العمر |
فقدمت بين يدي ذيلي مقدمة تتعلق بذلك تشتمل على أربعة عشر فصلا نقلتها من التواريخ المقدم ذكرها إلخ.