عنوان «البقّال» على صاحب هذه الحرفة وإنْ كان نائماً مثلاً ، وكذا يصدق عنوان «المجتهد» على صاحب تلك الملكة ، وهكذا ...
والجامد ينقسم إلى :
١ ـ ما ينتزع من مقام الذّات والذاتيّات.
٢ ـ ما ينتزع من امورٍ لاحقةٍ متأخّرةٍ عن الذات ، وهذا ينقسم إلى قسمين :
أ ـ الامور المنتزعة المتأخّرة عن الذات واقعاً ، كالأعراض ، مثل الفوقيّة والتحتيّة.
ب ـ الامور المنتزعة المتأخّرة عن الذات اعتباراً ، كالزوجيّة والحريّة والرقيّة ...
واتّفقوا على خروج القسم الأوّل ـ وأنّ محل البحث هو القسم الثاني بقسميه (١) ـ إذْ لا معنى لأنْ يبحث عن صدق «الإنسان» بعد أنْ صار تراباً ،
__________________
(١) ومراد صاحب (الكفاية) ـ في كلامه ص ٤٠ ـ من «العرض» عبارة عن الأعراض المتأصّلة التي يوجد بإزائها شيء في الخارج ، مثل البياض والسواد وغيرهما ، ومراده من «العرضي» ليس الامور الاعتبارية فقط ، بل كلّ ما لا يوجد في الخارج بإزائه شيء ، أعم من أنْ يكون واقعياً كالفوقيّة والتحتيّة أو اعتباريّاً كالملكيّة والزوجيّة.
فمراده ما ذكرناه ـ وهو مقتضى التأمّل في كلامه حيث مثّل بالزوجية والرقيّة وقال في آخره : من الاعتبارات والإضافات ، لا ما ذكره بعض المحشّين على (الكفاية) كالمشكيني والسيد الحكيم من أن مراده من العرض هو الأمر الواقعي ، ومن العرضي الأمر الاعتباري.
ولا يتوهّم : أنه بناءً على كون مقولة الاضافة من الاعتباريات كما هو مسلك بعضهم ، فما ذكراه في معنى العبارة صحيح ، وذلك ، لأن صاحب (الكفاية) جعل الإضافات مقابلةً للاعتباريات ، فأفاد أن الاضافات غير داخلة عنده في الاعتبارات.
وعلى الجملة ، فمراده من العرض كلّ مبدإ له ما بإزاء خارجاً ، ومن العرضي ما ليس له ذلك ، سواء كان اعتبارياً كالزوجية والملكية أو غير اعتباري كالفوقية والتحتيّة.
ولا يخفى : أنّ هذا اصطلاح من المحقق الخراساني في العرض والعرضي ، غير اصطلاح المناطقة حيث المراد من العرض عندهم هو المبدا ومن العرضي هو المشتق.