المعنى :
(قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا). بعد أن حكى عن عيسى انه قال لقومه : (اعبدوا الله ربي وربكم) ، بعد هذا عقب بالثناء على الصادقين بوجه العموم ، وان من صدق في هذه الحياة ينتفع بصدقه في الحياة الثانية ، ويجازى بجنات تجري من تحتها الأنهار ، وفي هذا التعقيب شهادة منه تعالى بصدق عيسى في أقواله وأفعاله ، وانه أدى رسالة ربه على وجهها الأكمل ، وان من كفر وأشرك فعليه وحده تقع التبعة والمسئولية.
(رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك الفوز العظيم). ورضى الله عن عبده جنات ونعيم ، ومقام كريم ، ورضى العبد عن ربه أن يفرح بما آتاه الله من فضله. قال الرازي : «في رضى الله أسرار عجيبة تخرس الأقلام عن مثلها ، جعلنا الله من أهلها». ولن يكون أحد من أهلها إلا بعد أن يدفع الثمن ، والثمن أن يكون شعار المشتري «لا إله إلا الله» في كل شيء ، أي أن لا يغضبه في شيء ، حتى ولو قرض بالمقاريض ، ونشر بالمناشير ، تماما كما قال سيد الكونين : إن لم يكن بك غضب عليّ فلا أبالي ، وكما قال سبطه الحسين الشهيد : رضى الله رضانا أهل البيت ، نصبر على بلائه ، ويوفينا أجور الصابرين. (لله ملك السموات والأرض وما فيهن وهو على كل شيء قدير. ومن كانت له هذه المقدرة ، وهذا الملك أعطى من يرضى عنه بغير حساب.