وانما اطلق لفظ مكلبين على الجوارح المعلمة ، لأن التأديب أكثر ما يكون في الكلاب ، فاشتق منه هذا اللفظ لكثرته في جنسه .. هذا عند غير الشيعة ، أما الشيعة فلا يجيزون الا صيد الكلب ، وفيما يلي التفصيل.
الإعراب :
ما ذا يجوز أن تكون (ما) مبتدأ ، وذا خبر بمعنى الذي ، ويجوز أن تكون (ما ذا) كلمة واحدة وجملة أحل خبر. وما علمتم على حذف مضاف ، أي وصيد الذي علمتم. ومكلبين حال من ضمير علمتم ، لأنها بمعنى معلمي الكلاب.
المعنى :
(يَسْئَلُونَكَ ما ذا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّباتُ). الطيب ضد الخبيث ، والخبيث ما نص الشارع على تحريمه بالخصوص كالميتة ولحم الخنزير ، أو بالعموم ، وهو ما فيه ضرر وفساد بجهة من الجهات. وقد ذكر سبحانه هذه الجملة بلفظها أو معناها في ١٥ مكانا من كتابه العزيز.
(وَما عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللهُ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَيْهِ). واتفقت كلمة المذاهب على ان صيد الكلب يحل أكله بالشروط الآتية ، واختلفت في صيد غيره كالفهد والصقر وما أشبه إذا كان معلما يفقه ما يفقهه الكلب ، قال الشيعة : لا يحل. وقال غيرهم : يحل. واستدل الشيعة بأن لفظ مكلبين خاص بصيد الكلب المعلم ، ومهما يكن ، فلا يحل صيد الجوارح إلا مع توافر الشروط التالية :
١ ـ أن يكون الجارح معلما إذا أمره صاحبه يأتمر ، وإذا زجره ينزجر. وهذا هو معنى قوله تعالى : (تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللهُ).
٢ ـ ان يرسله صاحبه بقصد الصيد ، فلو انطلق من تلقائه ، وأتى بالصيد مقتولا فلا يحل.
٣ ـ أن يكون الصائد مسلما عند الشيعة.