أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ ما لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّماءَ عَلَيْهِمْ مِدْراراً وَجَعَلْنَا الْأَنْهارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْناهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ (٦))
اللغة :
جاء في تفسير الرازي : قال بعضهم : القرن ستون سنة. وقال آخرون : سبعون. وقال قوم : ثمانون. والأقرب انه غير مقدر بزمان معين لا يقع فيه زيادة ولا نقصان ، بل المراد أهل كل عصر فإذا انقضى منهم الأكثر قيل : انقضى القرن ، والدليل قول الرسول الأعظم (ص) : خير القرون قرني. والتمكين في الشيء جعله متمكنا من التصرف فيه. وأرسلنا السماء ، أي المطر بالنظر إلى انه ينزل من السماء ، والمدرار الغزير.
الاعراب :
من آية من زائدة ، وآية فاعل. ومن آيات متعلق بمحذوف صفة لآية. وكم استفهام في موضع نصب بأهلكنا. ومن قبلهم بيان لها. وجملة مكنّاهم في محل جر صفة لقرن الذي معناه الجماعة. ومدرار حال من السماء.
المعنى :
أصول العقيدة ثلاثة : التوحيد والنبوة والبعث ، والآيات الثلاث السابقة تعرضت للتوحيد ودلائله ، وتعرضت هذه الآيات إلى النبوة ، وحال المكذبين بها. (وَما تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آياتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كانُوا عَنْها مُعْرِضِينَ). المراد بالآية هنا الحجة القاطعة على وجود الله ووحدانيته ، وعلى البعث ونبوة محمد ، والمعنى