به الأقفال ، ومفاتيح جمع مفتاح. وجرحتم أي كسبتم من جوارح الإنسان ، وهي أعضاؤه التي يكسب بها الأعمال. والأجل المسمى الأمد المعلوم. والمراد بالحفظة الملائكة الذين يحفظون على الإنسان أعماله.
الاعراب :
جملة لا يعلمها إلا هو حال من مفاتح. ومن ورقة من زائدة وورقة فاعل تسقط. إلا في كتاب مبين لا يجوز أن يكون استثناء من وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ، إذ يصير المعنى انه تعالى يعلم كل شيء إلا الموجود في كتاب مبين فإنه لا يعلمه ، تماما كما تقول : لا شيء إلا أنا عالم به إلا ما في الصندوق ، وعليه يتعين ان يتعلق في كتاب مبين بخبر محذوف لمبتدأ محذوف ، تقديره إلا هو موجود في كتاب مبين. بالنهار الباء بمعنى في. ومولاهم صفة لله. والحق صفة ثانية.
المعنى :
(وَعِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُها إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ ما فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَما تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُها وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُماتِ الْأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يابِسٍ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ). مفاتح الغيب خزائنه ، والمعنى ان الله يعلم الكون وما حدث ويحدث فيه كليا كان أو جزئيا ، ماديا كان أو معنويا ، ولا يتقيد علمه تعالى بزمان أو مكان أو بحال دون حال ، لأن علمه. ذاتي لا كسبي ، وليس لذاته زمان ومكان ، ولا هي تتغير بتغير الأحداث والأحوال. وفي الحديث : ان مفاتح الغيب خمس : (إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ ما فِي الْأَرْحامِ وَما تَدْرِي نَفْسٌ ما ذا تَكْسِبُ غَداً وَما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ) ـ ٣٤ لقمان.
وقال الفيلسوف الملا صدرا : إن جميع الأشياء الكلية والجزئية فائضة عنه ، وهو مبدأ لكل موجود عقليا كان أو حسيا ، ذهنيا كان أو عينيا ، وفيضانها عنه لا ينفك عن انكشافها لديه.