فَإِنْ يَكْفُرْ بِها هؤُلاءِ فَقَدْ وَكَّلْنا بِها قَوْماً لَيْسُوا بِها بِكافِرِينَ (٨٩) أُولئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللهُ فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرى لِلْعالَمِينَ (٩٠))
الإعراب :
كلا هدينا كلا مفعول هدينا. ونوحا مثله. وضمير ذريته يعود إلى نوح ، لأنه أقرب ذكرا من ابراهيم ، ولأن من جملة الأنبياء الآتية أسماؤهم لوط ، وهو ابن أخي ابراهيم ، وليس من ذريته. وداود مفعول لفعل محذوف ، أي ومن ذريته هدينا داود وسليمان الخ. وكذلك بمعنى مثل صفة لمصدر محذوف ، أي ونجزي جزاء مثل ذلك. وكل من الصالحين مبتدأ وخبر ، والجملة معترضة لا محل لها من الإعراب. وكلا مفعول لفضلنا. ومن آبائهم عطف على كلا ، أي وفضلنا كلا من آبائهم. والباء في بكافرين زائدة ، وكافرين خبر ليسوا. وبهداهم متعلق باقتده ، والهاء في اقتده للوقف ، وتسمى هاء السكت.
المعنى :
ذكر سبحانه في هذه الآيات ١٨ نبيا بما فيهم ابراهيم ، وأشار إلى بعض آبائهم وذرياتهم وإخوانهم ، ووصف الجميع بالإحسان والصلاح والهداية ، وانه تعالى منّ على الأنبياء المذكورين بالحكمة والنبوة ، ومنّ على بعضهم بتنزيل الكتاب ، والقصد من ذلك أن يحتج محمد (ص) على العرب بأن جدهم ابراهيم وكثيرا من أبنائه كانوا موحدين ، وأيضا أن يتخذ الرسول الأعظم ممن تقدمه من الأنبياء قدوة في الدعوة إلى الله ، والصبر على الأذى في سبيلها. هذا ملخص ما تضمنته الآيات السبع ، وهي واضحة لا تحتاج إلى التطويل في البيان والشرح ، ولكن