سبحانه انه بعث من بني إسرائيل اثني عشر نقيبا ، ولم يبين : هل كان هؤلاء الاثنا عشر زعماء اسباطهم الذين يمثلون ١٢ فرعا من يعقوب ، وهو إسرائيل ، أو هم أنبياء أو أوصياء؟ لم يذكر الله شيئا من ذلك ، ونحن نسكت عما سكت الله عنه .. اجل ، ان الآية صريحة في انه قد كان لله ميثاق مع بني إسرائيل ، يتضمن أن يقوم بنو إسرائيل بأمور خمسة ، وان الله يثيبهم بأمرين إذا وفوا ، وإذا نكثوا استحقوا منه تعالى الطرد والعذاب ، أما الأمور التي التزموا بأدائها والوفاء بها فهي :
١ ـ اقامة الصلاة. (لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاةَ).
٢ ـ إيتاء الزكاة. (وَآتَيْتُمُ الزَّكاةَ).
٣ ـ الايمان برسل الله. (وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي).
٤ ـ نصرة الرسل. (وَعَزَّرْتُمُوهُمْ).
٥ ـ بذل المال في سبيل الله. (وَأَقْرَضْتُمُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً). ويدل عطف القرض على الزكاة على انه كان الواجب في أموالهم أمرين : الزكاة ، والبذل في سبيل الله. ولقاء القيام بهذه الأمور الخمسة التي جاءت شرطا في الميثاق يثيبهم الله بأمرين وقعا جزاء لهذا الشرط ، وهما :
١ ـ العفو عن السيئات. (لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ).
٢ ـ الجنة. (وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ).
هذا هو ميثاق الله مع بني إسرائيل شرطا وجزاء ، وبعد ان بيّنه سبحانه خاطبهم بقوله : (فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ). ومن ضل الصراط المستقيم فعاقبته الخزي والخذلان.
(فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ). انهم ينقضون كل عهد الا عدم نقض العهد والميثاق ، وهذه سمة لهم لا تفارقهم أبدا ، كما ان لعنة الله عليهم لا تنفك عنهم أبدا .. للتلازم والتلاحم بين نقض العهد ، وبين لعنة الله. (وَجَعَلْنا قُلُوبَهُمْ قاسِيَةً). كل من لا يتقي الشر والمعاصي فميت قلبه. قال الإمام علي (ع) : من قل ورعه مات قلبه.