وأولياء مفعول تتبعوا ، ومن دونه متعلق بمحذوف حالا من أولياء. وقليلا صفة لمفعول مطلق محذوف ، أي تذكرا قليلا ما تذكرون ، وما حرف زائد يؤكد معنى القلة ، وتذكرون أي تتذكرون ، حذفت إحدى التائين للتخفيف.
المعنى :
(المص) هكذا تكتب وتلفظ بأسماء حروفها : ألف. لام. ميم. صاد. ومضى الكلام عن هذه في أول سورة البقرة. (كِتابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرى لِلْمُؤْمِنِينَ). الخطاب لمحمد (ص) ، والمراد بالكتاب القرآن ، وبالمؤمنين من ينتفع بالقرآن ، سواء أكان سببا لإيمانه أم لتثبيتهم واستمرارهم على الإيمان ، والمعنى ان الله سبحانه أنزل القرآن إلى النبي (ص) لينذر به الملحدين والمشركين وأهل الأديان الباطلة ، ولينتفع به أصحاب الفطرة السليمة .. وهذه مهمة شاقة يلقى النبي (ص) صعابا جساما من الكافرين الذين يجابههم بالقرآن ، لأنه يستهدف إبطال عقائدهم ، وتغيير تقاليدهم وأوضاعهم التي توارثوها أبا عن جد مئات السنين .. ومن ثم وجد النبي تقاليدهم وأوضاعهم التي توارثوها أبا عن جد مئات السنين .. ومن ثم وجد النبي ضيقا بما يلاقيه من عنادهم ومقاومتهم : (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِما يَقُولُونَ) ـ ٩٧ الحجر. (إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً) ـ ٥ المزمل. وقد أمره الله سبحانه أن يصبر ويمضي يتذكر ويذكر.
(اتَّبِعُوا ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ). في الآية السابقة أمره الله أن يبلغ ولا يحفل بمقاومة المعاندين ، وفي هذه الآية أمر الناس أن يتابعوا الرسول ، ويعملوا بالقرآن. قال علي المرتضى ع : ما أخذ الله على أهل الجهل أن يتعلموا حتى أخذ على أهل العلم أن يعلموا والعكس صحيح أيضا (وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ) لأنه ليس دون القرآن إلا الضلال والأهواء (قَلِيلاً ما تَذَكَّرُونَ) وتتعظون بمواعظ الله ونصائحه ، لأنكم لا تتورعون عن شيء ولا تخشون العواقب : وإنما يتذكر من يخشى ، وقوله : (إِلَّا قَلِيلاً) فيه إيماء إلى قلة من اتعظ وتذكر منهم.