اللغة :
الوسوسة الصوت الخفي ، وقد يكون المراد بها هنا ما يجده الإنسان في نفسه من الخواطر الضارة. وووري الشيء غطي وستر. والسوءة ما يسوء الإنسان ، والمراد بها هنا العورة ، حيث يسوؤه ظهورها. وقاسمهما أي أقسم لهما. ودلاهما استنزلهما. والغرور الخداع بالباطل. وطفقا أخذا وشرعا. ويخصفان أي جعلا يلصقان ورقة على ورقة ، من قولهم خصف الاسكافي النعل.
الإعراب :
فتكونا يجوز الجزم عطفا على لا تقربا ، والنصب بأن مضمرة بعد الفاء. والمصدر المنسبك من أن تكونا مجرور بإضافة مفعول لأجله محذوف ، أي ما نهاكما الا مخافة كونكما ملكين. تلكما المشار اليه الشجرة ، والمخاطب بالاشارة اثنان ، ولذلك ثنى حرف الخطاب. وبعضكم مبتدأ وعدو خبر ، ولبعض متعلق بعدو. ولكم في الأرض مستقر مبتدأ وخبر.
المعنى :
(وَيا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلا مِنْ حَيْثُ شِئْتُما وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونا مِنَ الظَّالِمِينَ). مر تفسيره مفصلا عند الآية ٣٥ من سورة البقرة ج ١ ص ٨٤.
(فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطانُ لِيُبْدِيَ لَهُما ما وُورِيَ عَنْهُما مِنْ سَوْآتِهِما). ووري من المواراة أي الستر ، والسوءة العورة ، وعنهما أي لا يرى أحدهما عورته ، ولا عورة الآخر ، أما وسوسة الشيطان فلا ندري كيف كانت ، ولكنا نؤمن بأن أي خاطر أو قول أو عمل يقف في طريق الحياة وتقدمها فهو من وحي الشيطان .. ومهما يكن ، فان الشيطان أظهر النصح لآدم وحواء ، وأبطن الغدر ، ويوحي ظاهر الآية بأن إبليس كان يعلم ان من أكل من هذه الشجرة تبدو عورته ،