اللغة :
تجاوز الشيء تعداه. وعكف عليه واظب عليه ولزمه. والتبار والتّبر الهلاك ، والتتبير الإهلاك والتدمير.
الإعراب :
قال الزمخشري والبيضاوي : ان ما في (كَما لَهُمْ) كافة للكاف عن العمل. وما هم فيه ما بمعنى الذي فاعل متبر ، وهم فيه مبتدأ وخبر ، والجملة صلة الموصول. وما كانوا يفعلون ما فاعل لباطل. وابغي تتعدى إلى مفعولين الأول ضمير المخاطبين كم والثاني إلها ، وغير الله حال مقدم من إله.
المعنى :
(وَجاوَزْنا بِبَنِي إِسْرائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلى أَصْنامٍ لَهُمْ قالُوا يا مُوسَى اجْعَلْ لَنا إِلهاً كَما لَهُمْ آلِهَةٌ قالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ). جاء في بعض الروايات ان موسى بقي ثلاثة وعشرين عاما يجاهد فرعون من أجل كلمة التوحيد وتحرير بني إسرائيل من الاضطهاد ، وقد شاهدوا المعجزات الباهرة التي ظهرت على يد موسى ، وأخيرا رأوا انفلاق البحر بضربة من عصا موسى ، وكيف جعل منه اثني عشر طريقا يبسا لكل سبط من بني إسرائيل طريق معلوم ، وأيضا رأوا كيف انطبق البحر على فرعون وجنوده ، شاهدوا ذلك كله ، وقبل أن تمضي فترة ينسون فيها ما رأوه من المعجزات وقعت أبصارهم على قوم وثنيين يعبدون الأصنام ، فطلبوا من موسى أن يجعل لهم صنما يعبدونه ، طلبوا هذا ، وهم يعلمون ان موسى رسول الله ، وان مهمته الأولى الدعوة الى التوحيد ، ومحاربة الشرك ، ويعلمون أيضا ان الله أغرق فرعون وجنوده لشركه ، قال بعض المفسرين : لو انهم بأنفسهم اتخذوا لهم آلهة لكان الأمر أقل غرابة من أن يطلبوا إلى رسول رب العالمين أن يتخذ لهم آلهة ، ولكنما هي إسرائيل.