وليا ، فقال : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ) ولا يختلف اثنان في المراد بولاية الله والرسول وانها التصرف في شئون المسلمين ، وليس مجرد المحبة والنصرة ، قال تعالى : (النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ) ـ ٦ الأحزاب» ، والولاية في هذه الآية تفسير وبيان للولاية في الآية التي نحن بصددها.
(وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ). أي ان الولاية التي لله والرسول ثابتة أيضا لمن جمع بين الزكاة والركوع ، ونقل الطبري عن مجاهد وعتبة بن أبي حكيم وأبي جعفر ان هذه الآية نزلت في علي بن أبي طالب ، وفي كتاب غرائب القرآن ورغائب الفرقان لنظام الدين الحسن بن محمد النيسابوري ـ من السنة ـ ما نصه بالحرف : «الآية نازلة في علي باتفاق أكثر المفسرين». وفي تفسير الرازي ما نصه بالحرف أيضا :
«روي عن أبي ذر رضوان الله عليه انه قال : صليت مع رسول الله (ص) يوما صلاة الظهر ، فسأل سائل في المسجد ، فلم يعطه أحد ، وعلي كان راكعا ، فأومأ اليه بخنصره اليمنى ، وكان فيها خاتم ، فأقبل السائل ، حتى أخذ الخاتم بمرأى النبي (ص) ، فقال : اللهم ان أخي موسى سألك فقال : رب اشرح لي صدري إلى قوله : وأشركه في أمري ، فأنزلت قرآنا ناطقا سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطانا ، اللهم وأنا محمد نبيك وصفيك فاشرح لي صدري ويسر لي أمري واجعل لي وزيرا من أهلي عليا أشدد به ظهري. قال أبو ذر : فو الله ما أتم النبي (ص) هذه الكلمة ، حتى نزل جبريل ، فقال : يا محمد اقرأ انما وليكم الله ورسوله .. الى آخر الآية».
ولكن الرازي فسر الولاية هنا بمعنى الناصر ، لا بمعنى المتصرف ، وقال الشيعة : إن لفظ الجلالة والرسول ومن جمع بين الزكاة والركوع جاء في آية واحدة ، وولاية الله والرسول معناها التصرف فيجب أيضا أن يكون هذا المعنى بالذات مرادا من ولاية من جمع بين الوصفين ، وإلا لزم أن يكون لفظ الولاية مستعملا في معنيين مختلفين في آن واحد ، وهو غير جائز.
(وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغالِبُونَ). هذه الآية نص صريح لا يقبل التأويل بحال على أن المعنى المراد من ولاية الله والرسول