اللغة :
المثوبة من ثاب اليه إذا رجع ، والمراد بها هنا الجزاء والثواب. والطاغوت من الطغيان. والسحت الدنيء المحرم. والفرق بين الإثم والعدوان ان الإثم هو الجرم ، وقد يكون مع التعدي على الغير ، وقد لا يكون معه تعد على أحد ، أما العدوان فهو الاعتداء على الغير ، والصنع العمل مع الاشعار بالجودة ، يقال : صنع الله لفلان إذا أحسن اليه.
الاعراب :
مثوبة تمييز من شر. ومن لعنه (من) في محل جر بدلا من شر ، أي هل أنبئكم بمن لعنه الله ، ويجوز أن يكون خبرا لمبتدأ محذوف ، أي هو من لعنه الله. وعبد الطاغوت (عبد) فعل ماض معطوف على من لعنه الله ، والتقدير هل أنبئكم بشر الناس من لعنه الله ، ومن عبد الطاغوت. وجملة وقد دخلوا حال من الواو في قالوا. وجملة وهم قد خرجوا حال ثانية. والسحت مفعول لأكلهم. ولو لا أداة تحضيض ، وتختص بالمضارع مثل لو لا تستغفرون. أو ما في معناه نحو لو لا اخرتني.
المعنى :
(قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللهِ). ذلك إشارة إلى حال المنتقمين ، والمثوبة تستعمل في الجزاء بالخير ، والعقوبة في الجزاء بالشر ، وقد وضعت المثوبة هنا موضع العقوبة من باب تحيتهم السباب ، والمعنى قل يا محمد لأعداء الدين والحق الذين يستهزءون من الإسلام والأذان ، قل لهم : إن كان الإيمان بالله وكتبه شرا يوجب النقمة فأنا أخبركم بشرّ من هذا ، إن كان هذا شرا .. وهو (مَنْ لَعَنَهُ اللهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ) وهذه الأوصاف كلها من أوصاف اليهود ، حيث سجل الله عليهم