هو؟
قال آخر أربعاء في الشّهر وهو المحاق ، وفيه قتل قابيل أخاه ـ إلى أن قال عليه السّلام ـ : ويوم الأربعاء عقروا النّاقة.
(ثَلاثَةَ أَيَّامٍ) : الأربعاء والخميس والجمعة ، ثمّ تهلكون.
(ذلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ) (٦٥) ، أي : غير مكذوب فيه. فاتسع بإجرائه مجرى المفعول به : كقوله :
ويوما شهدناه سليما وعامرا
أو غير مكذوب على المجاز ، وكأنّ هذا الواعد قال له : أفي بك ، فإن وفى به صدّقه وإلّا كذّبه.
أو وعد غير كذب ، على أنّه مصدر ، كالمجلود والمعقول.
وفي مجمع البيان (١) : وروى جابر بن عبد الله الأنصاريّ ، أنّ رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ لمّا نزل الحجر في غزوة تبوك قام فخطب النّاس ، وقال : يا أيّها النّاس ، لا تسألوا نبيّكم الآيات. فهؤلاء قوم صالح سألوا نبيّهم أن يبعث لهم النّاقة ، فكانت ترد من هذا الفجّ فتشرب ماءهم يوم وردها ويحلبون من لبنها ، مثل الّذي كانوا يشربون من مائها يوم غبّها (٢). فعتوا عن أمر ربّهم (فَقالَ تَمَتَّعُوا فِي دارِكُمْ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ) فذلك وعد من الله غير مكذوب. ثمّ جاءتهم الصّيحة ، فأهلك الله من كان في مشارق الأرض ومغاربها منهم ، إلّا رجلا كان في حرم الله ، فمنعه حرم الله من عذاب الله ـ تعالى ـ يقال له : أبو رغال (٣).
قيل : يا رسول الله ، من أبو رغال؟
قال : أبو ثقيف.
(فَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا نَجَّيْنا صالِحاً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ) ، أي : ونجّيناهم من خزي يومئذ. وهو هلاكهم بالصّيحة ، أو ذلّهم وفضيحتهم يوم القيامة.
وعن نافع (٤) والكسائيّ ، هنا وفي المعارج ، في قوله : «من عذاب يومئذ» بالفتح ،
__________________
(١) المجمع ٣ / ١٧٥.
(٢) الغبّ : من أوراد الإبل ، أن ترد الماء يوما وتدعه يوما ثمّ تعود.
(٣) نور الثقلين ٢ / ٣٧٤ ، ح ١٥١ : أبو زعال.