(وَلا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ) : ولا أقول في شأن من استرذلتموهم لفقرهم.
(لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللهُ خَيْراً) : فإنّ ما أعدّه الله لهم في الآخرة خير ممّا آتاكم في الدّنيا.
(اللهُ أَعْلَمُ بِما فِي أَنْفُسِهِمْ إِنِّي إِذاً لَمِنَ الظَّالِمِينَ) (٣١) : إن قلت شيئا من ذلك.
و «الازدراء» افتعال. من زري عليه : إذا عابه. قلبت تاؤه دالا ، لتجانس الرّاء في الجهر.
وإسناده إلى الأعين للمبالغة ، والتّنبيه على أنّهم استرذلوهم بادي الرّؤية من غير رؤية ، وبما عاينوه من رثاثة حالهم وقلّة منالهم دون تأمّل في معانيهم وكمالاتهم.
(قالُوا يا نُوحُ قَدْ جادَلْتَنا) : خاصمتنا.
(فَأَكْثَرْتَ جِدالَنا) : فأطلته ، أو أتيت بأنواعه.
(فَأْتِنا بِما تَعِدُنا) : من العذاب.
(إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ) (٣٢) : في الدّعوى والوعيد. فإنّ مناظرتك لا تؤثّر فينا.
(قالَ إِنَّما يَأْتِيكُمْ بِهِ اللهُ إِنْ شاءَ) : عاجلا أو آجلا.
(وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ) (٣٣) : بدفع العذاب ، أو الهرب منه.
(وَلا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ) : شرط ودليل جواب قوله : (إِنْ كانَ اللهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ).
وتقدير الكلام : إن كان الله يريد أن يغويكم ، فإن أردت أن أنصح لكم لا ينفعكم نصحي.
وقيل (١) : «أن يغويكم» أن يهلككم. من غوي الفصيل : إذا [بشم (٢) ف] (٣) هلك.
وفي قرب الاسناد (٤) للحميريّ : أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن أبي الحسن الرّضا ـ عليه السّلام ـ قال : وقال نوح : (وَلا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي ـ إلى قوله ـ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ).
__________________
(١) أنوار التنزيل ١ / ٤٦٧.
(٢) بشم من الطعام : أكثر منه حتّى اتّخم وسئمه.
(٣) من المصدر.
(٤) قرب الاسناد / ١٥٨.