(أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ) (٤٥) ، أي : إلى من عنده علمه. أو : إلى السّجن.
(يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ) :
أي : فأرسل إلى يوسف. فجاء وقال : يا يوسف. وإنّما وصفه بالصّدّيق ـ وهو المبالغ (١) في الصّدق ـ لأنّه جرّب أحواله ، وعرف صدقه في تأويل رؤياه ورؤيا صاحبه.
(أَفْتِنا فِي سَبْعِ بَقَراتٍ سِمانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجافٌ وَسَبْعِ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يابِساتٍ) ، أي : في تأويل رؤيا ذلك.
(لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ) : أعود إلى الملك ومن عنده ، أو إلى أهل البلد. إذ قيل (٢) : إنّ السّجن لم يكن فيه.
(لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ) (٤٦) تأويلها. أو : فضلك ومكانك.
وإنّما لم يبتّ الكلام فيهما ، لأنّه لم يكن جازما بالرّجوع ، فربّما اخترم دونه ، ولا يعلمهم.
(قالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَباً) :
أي : على عادتكم المستمرّة. وانتصابه على الحال بمعنى : دائبين. أو المصدر ، بإضمار فعله. أي : تدأبون دأبا. وتكون الجملة حالا.
وقرأ (٣) حفص : «دأبا» بفتح الهمزة. وكلاهما مصدر دأب في العمل.
وقيل (٤) : «تزرعون» أمر أخرجه في صورة الخبر مبالغة ، لقوله : (فَما حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ) كيلا يأكله السّوس.
وهو على هذا نصيحة خارجة عن العبارة.
(إِلَّا قَلِيلاً مِمَّا تَأْكُلُونَ) (٤٧) في تلك السّنين.
(ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذلِكَ سَبْعٌ شِدادٌ يَأْكُلْنَ ما قَدَّمْتُمْ لَهُنَ) ، أي : يأكل أهلهنّ ما ادّخرتم لأجلهنّ. فأسند إليهنّ على المجاز ، تطبيقا بين المعبّر والمعبّر به.
وفي مجمع البيان (٥) ، عن الصّادق ـ عليه السّلام ـ أنّه قرأ : «ما قرّبتم (٦) لهنّ».
__________________
(١) كذا في المصدر. وفي النسخ : المبالغة.
(٢) أنوار التنزيل ١ / ٤٩٨.
(٣ و ٤) نفس المصدر والموضع.
(٥) المجمع ٣ / ٢٣٦.
(٦) المصدر : قرّأتم.