كقوله تعالى (وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَشْكُرُونَ) (١) فبينهما العموم من وجه ، كالحيوان والابيض.
«لله» مر معناه ، واللام فيه للملك والاستحقاق ، كالمال لزيد ، ويكون مرققا لكسر ما قبله ، ويفخم اذا فتح ما قبله أو ضم ، وقيل : فخم فرقا بينه وبين اللاة (٢) ، اذ بعضهم يقف عليها بالهاء.
«المنقذ» أي المخلص والمنجي.
و «الحيرة» قيل هي : الجهل البسيط ، أي عدم العلم : والضلال هو الجهل المركب وهو عدم العلم مع ادعاء العلم وقيل : الحيرة هي التردد بين النقيضين والضلال الاعتقاد الباطل الحاصل عن شبهة.
والتحقيق هنا أن نقول : اذا كان لنا مطلوب من المطالب ، فانه يحصل لنا البتة اذا قام الدليل عليه ، وان لم يحصل ، فاما من تعارض الادلة فتحصل الحيرة ، أو من قيام شبهة على نقيضه فيحصل الضلال ، والله تعالى هو المنجي من كلتيهما ، فحمده على ذلك.
فان قلت : نعم الله تعالى أعم من ذلك ، فكان ذكر الاعم أولى.
قلت : لا شك أن نعم الله تعالى غير متناهية ، لكنها تتفاوت في الكمال والمقدار فأعظمها هو الهداية الى الاعتقادات الحقة (٣) اليقينية في المعالم الدينية ، اذ باعتبارها يحصل الخلاص من العذاب السرمد ، والحصول على النعيم المؤبد.
واذا حصلت هذه الهداية ، انتفت الحيرة والضلال ، فيكون انتفاؤهما
__________________
(١) سورة يونس : ٦٠.
(٢) وفى «ن» : إله.
(٣) وفى «ن» العقائد الحقية.