[كونه عليهالسلام أخبر بالمغيبات]
قال : الثاني عشر ـ اخباره بالمغيبات يدل على كمال أفضليته (١) عليهالسلام ، وذلك في عدة مواطن ، كاخباره عن نفسه الشريفة بالقتل ، وبقتل ولده الحسين عليهالسلام ، واخباراته في واقعة «النهروان» وغير ذلك. وهو كثير لا يعد ولا يحصى ، وقد ذكرنا طرفا من ذلك في كتاب «نهاية المرام».
أقول : من دلائل أفضليته كونه أخبر بالمغيبات ، وهذا باب ظاهر في أفضليته على غيره ومساواته للرسول صلىاللهعليهوآله ، فيكون أفضل الناس بعد الرسول عليهالسلام ، وهو المطلوب ، أما اخباره بالمغيبات فمن وجوه :
الاول : أنه أخبر عن نفسه الشريفة بالقتل في رمضان ، فقتل ليلة تسع عشرة وقبض ليلة احدى وعشرين ، ولم يزد على ثلاث لقم في افطار ليالي هذا الشهر ، فقال له الحسنعليهالسلام فيه فقال : ألقى الله تعالى وأنا خميص البطن ، فانها ليلتان أو ثلاث (٢).
الثاني : أنه قال للبراء بن عازب : يا براء يقتل ولدي الحسين وأنت حي لا تنصره ، فقتل وهو حي لم ينصره ، فكان يظهر الحسرة على فوات النصرة. ولما رجع عليهالسلام الى صفين أخبر بقتل ولده في كربلاء وأراهم أرضها (٣).
الثالث : أنه قال يوما على المنبر «سلوني قبل أن تفقدوني ، فو الله لا تسألوني عن فئة تضل مائة وتهدي مائة ، ألا أنبأكم بناعقها وسائقها الى يوم القيامة فقام إليه رجل فقال: أخبرني كم في لحيتي ورأسي من طاقة شعر؟ فقال أمير المؤمنين
__________________
(١) فى «ن» : فضيلته.
(٢) احقاق الحق : ٨ / ٧٩١ و ١٣٥.
(٣) احقاق الحق : ٨ / ١٤٣.