أقول : حيث أن المقصود من البعثة انقياد الناس للرسل انقيادا تاما وجب أن يكونوا منزهين عن كل ما ينفر عنهم ليتم الغرض من بعثتهم ، والا لزم نقض الغرض وهو سفه وذلك أقسام :
الاول في نسبه وهو : أن يكون منزها عن دناءة الاباء ، أي لا يكون فيهم دني الحال ، بأن يكون كافرا ، أو مشتهرا بالفسق ، أو زبالا ، أو نفاطا وغير ذلك. وعهر الامهات أي لا يكون فيهن زانية.
الثاني في طباعه وهو : أن لا يكون فظا غليظا ، ولا مأبونا ، (١) ولا أجذم ولا أبرص ، أو سلس الريح ، أو غير ذلك من المنفرات.
الثالث في أخلاقه وهو : أن لا يكون حسودا ، ولا حريصا على الدنيا ، ولا حقودا ، وأن يكون كامل العقل فطنا ذكيا قوي الرأي غير متردد في الامر (٢).
الرابع في أحواله وهو : أن لا يكون حائكا ، ولا حجاما ، ولا زبالا ، ولا معاشرا للارذال وأرباب الهزال ، ولا أكلا على الطريق وغير ذلك مما لا يليق بأفعال العقلاء.
[عدم جواز السهو على النبي]
قال : ولا يجوز عليه السهو مطلقا في الشرع وغيره لذلك.
اقول : لا يجوز على النبي (صلىاللهعليهوآله) السهو مطلقا ، أي في الشرع وغيره ، اما في الشرع فلجواز أن لا يؤدي جميع ما أمر به ، فلا يحصل المقصود من البعثة ، وأما في غيره فانه ينفر عنه.
__________________
(١) المأبون الّذي يؤتى في دبره.
(٢) فى «ن» : الامور.