اذا وجده أنه هو الذي كان مطلوبا له.
أجاب المحققون عن ذلك بأنه معلوم من وجه دون وجه ، قوله «وليس المطلوب هو الوجهان» اشارة الى سؤال أورده (١) فخر الدين الرازي على الجواب المذكور وتقريره : أن يقال الوجه المعلوم معلوم فلا يطلب لحصوله والوجه المجهول لا تتوجه النفس إليه فلا تطلبه أيضا ، فلا يتم المطلوب حينئذ.
وأجاب المحقق العلّامة خواجه نصير الدين الطوسي قدس الله روحه : بان المطلوب الماهية المتصفة بالوجهين ، وهي ليست معلومة من جميع الوجوه ، ولا مجهولة من جميع الوجوه ، بل معلومة من وجه دون وجه. وبيان ذلك : أن المطلوب ان كان تصوريا يكون معلوما ببعض اعتباراته ، ومجهولا من حيث عدم كمال تصوره ، وان كان تصديقيا يكون معلوما من جهة تصوره ومجهولا من جهة الحكم.
واحتج المهندسون : بأن أهل الكلام قد خبطوا فى مسائله واضطربوا فيها نحو اختلافهم فى أقرب الاشياء إليهم ، وهو النفس كما يجيء بيانه ، ولو كان النظر مفيدا فى علومهم لما حصل هذا الاختلاف.
أجيب : بأن ذلك لا يدل على امتناع العلم ، بل على الصعوبة وذلك مسلم ، ثم انا نقول للفريقين معا : الحكم بكون النظر غير مفيد اما أن يكون ضروريا أو نظريا ، لا سبيل الى الاول لوجود الخلاف فيه ، فتعين الثاني وهو أن يكون النظر نظريا ، فيكون اعترافا بأن بعض النظر مفيد [للعلم] وهو مناقض لقولهم لا شيء من النظر بمفيد.
[وجوب النظر فى معرفة الله]
قال : والنظر واجب ، لان معرفة الله تعالى واجبة ، لكونها دافعة للخوف ،
__________________
(١) وقيل أورده بعض تلامذة سقراط ، ذكره فى الاسرار «منه».