وفي هذه الوجوه نظر : أما الاول فلانه بيان الوجه وهو غير كاف ، بل لا بد من بيان انتفاء المفسدة ، على أنا نقول : على تقدير وجوب اللطف لا نسلم وجوب ما هو أشد لطيفة ، والا لزم التسلسل.
وأما الثاني فلانا لا نسلم أن المدح معلول الطاعة ، والا لما وجد بدونها ، لكنه يوجد كما في حق الواجب تعالى ، سلمنا لكن لا نسلم ان استحقاق المدح يوجب دوامه ، فعليكم بيانه. سلمنا لكن لا نسلم أن دوام أحد المعلولين يستلزم دوام الاخر ، لجواز توقف الاخر على شرط لم يحصل.
وأما الثالث فلانه انما يلزم تجدد الا لم والسرور ان لم يكونا معلولين من قبل وهو ممنوع.
[جواز توقف الثواب على شرط]
قال : الثاني : يجوز توقف الثواب على شرط ، والا لاستحق العارف بالله تعالى الجاهل بالنبي صلىاللهعليهوآله الثواب ، لان معرفة الله تعالى طاعة مستقلة بنفسها.
أقول : اختلفوا في ذلك : فقال قوم : بعدم التوقف بل الطاعة بنفسها موجبة لاستحقاق الثواب. وقال الاكثرون : يجوز توقفه على شرط ، واختاره المحقق الطوسي والمصنف ، واستدلوا على ذلك : بأنه لو لم يكن متوقفا على شرط لزم اثابة العارف بالله خاصة مع جهله بالنبي عليهالسلام ، واللازم باطل فالملزوم مثله. بيان الملازمة : أن المعرفة طاعة مستقلة [بذاتها] موجبة للثواب على ذلك التقدير ، فلو لم يتوقف استحقاق الثواب فيها على شرط لزم جواز اثابة من حصل على المعرفة لا غير ولو كان مكذبا بالنبي «ص» ، وهو باطل بالاجماع.
قالوا : لا نسلم أن المعرفة طاعة مستقلة ، بل هي جزء الطاعة ، فان الايمان