الى وجود شيء غير عدم علته ، لان عند وجود علته يجب وجوده ، فتأثير ذلك في الشيء في العدم ان كان عند وجود علة الوجود ، لزم أن يكون موجودا بالنظر الى علة وجوده ، ومعدوما بالنظر الى علة عدمه. هذا خلف.
ولا ترجيح لاحداهما ، لانا فرضناهما تامتين ، وان كان عند اختلال بعض شرائط العلة أو عدم جزء منها أو عدمها ، كان المقتضي للعدم هو عدم ذلك الشرط أو الجزء لا غير ، ولا الى عدم شيء غير العلة وأجزائها وشرائطها ، لان ما عدا العلة وأجزائها وشرائطها لا يحتاج إليه الممكن ، وما لا يحتاج إليه الشيء لا يلزم من عدمه عدم ذلك الشيء بالضرورة ، فالممكن محتاج الى العلة ، فان حضرت أثرت الوجود بوجودها ، وان عدمت أثرت العدم بعدمها.
والمحقق الطوسي قال في قواعده : عدم العلة كالعلة لعدمه ، لانها بعدمها ليست حقيقة ، لانها عدم العلة ، فكيف يكون علة حقيقية.
واعلم أن العلية والمعلولية من الصفات الاعتبارية ، لاستحالة وجودها في الخارج ، والا لزم التسلسل ، وحينئذ أمكن إلحاقها بالوجود وبالعدم المشابهة للوجود ، كاعدام الملكات ، لان لها حظا من الوجود ، ولهذا افتقرت الى المحال كافتقار الوجود الى المحل.
وحيث كانت تلك الاعدام متمايزة بحسب تمايز ملكاتها ، جاز أن يكون بعضها علة وبعضها معلولا ، كما قلناه في كون عدم العلة علة لعدم المعلول ، وكذا عدم الشرط علة لعدم المشروط وأمثال ذلك.
[بطلان الدور]
قال : ولا يمكن استناد كل واحد من الشيئين الى صاحبه وهو الدور ، لان العلة متقدمة على المعلول ، فلو كان كل واحد من الشيئين علة لصاحبه أو