(فائدة)
أنكر قوم الوجود الذهني. وهو خطأ ، فانا نحكم على موضوعات معدومة في الخارج بأحكام ايجابية ، وثبوت الصفة يستدعي ثبوت الموصوف ، فاذن ليس (١) موجودا في الخارج ، فيكون موجودا في الذهن وهو المطلوب.
احتج المنكرون : بأنا نتصور الحرارة والبرودة ، فلو كانتا موجودتين في الذهن ، لزم كونه حارا باردا ، وهو باطل ، لكونه مجردا غير قابل لشيء منهما ، وللزم اجتماع الضدين ، اذ الفرض حصولهما معا في الذهن ، وهو باطل وبيان الملازمة ظاهر على ذلك التقدير.
أجاب المحققون : بأن الحاصل في الذهن ليس هو ماهية الحرارة والبرودة بل صورتهما ومثالهما ، وهما مغايران للماهية ، والمقتضي للسخونة هي (٢) الحرارة الخارجية لا صورتها ومثالها ، والتضاد انما هو بين الماهيات الخارجية لا بين صورها ، فلا يلزم حينئذ اجتماع الضدين.
[تقسيم الموجود والمعدوم الخارج الى الواجب والممكن]
قال : فاما أن يكون واجب الوجود لذاته ، وهو الذي يستحيل عليه العدم لذاته ، وهو الله تعالى لا غير ، واما أن يكون ممكن الوجود لذاته وهو الذي يجوز عليه العدم ، وهو ما سوى الله تعالى. والمعدوم اما أن يكون ممتنع الوجود لذاته كشريك الباري تعالى ، وهو الذي لا يصح وجوده البتة ، واما أن يكون ممكن الوجود ، كالمتجددات من المعدومات.
__________________
(١) فى «ن» : واذ ليس بموجود.
(٢) فى «ن» : هو.