اقول : مع تحقق كون صفاته عين ذاته في الخارج لا يتخيل (١) كونها غير أزلية ، لما ثبت من أزلية ذاته ، لكن المصنف (رحمهالله) أكد ذلك بما تقريره : انها لو لم تكن أزلية لكانت متجددة حادثة ، وكل حادث لا بد له من محدث مختار فتستدعي ذلك تقدم قدرة وعلم ، وننقل الكلام ونقول كما قلنا في الاول ، ويلزم التسلسل ، وهو محال. وما لزم من فرضه المحال فهو محال ، فكونها غير أزلية محال ، فتكون أزلية ، وهو المطلوب.
[كون صفاته تعالى زائدة على ذاته في التعقل]
قال : وهي زائدة على ذاته في التعقل ، لا في الخارج :
أما الاول فبالضرورة ، فانا بعد العلم بذاته تعالى نفتقر الى أدلة على ثبوت الصفات له.
وأمّا الثاني فلانها لو كانت قديمة لزم تعدد القدماء ، وهو محال على ما مرّ.
وان كانت محدثة كان محلا للحوادث ، واستلزم التسلسل.
أقول : اعلم أن ذاته تعالى اذا قيست الى الامور الخارجية ، كالمقدور والمعلوم والمراد وأمثال ذلك ، فلا شك في حصول أمر زائد على الذات ، لكن في الذهن لا في الخارج.
أما الاول فلانه لو لا ذلك لكان كلما حصل العلم بالذات ـ ولو بوجه ما ـ يحصل العلم بالصفات ، واللازم باطل فالملزوم مثله. أما الملازمة فظاهرة ، وأما بطلان اللازم فلانّا نفتقر بعد حصول العلم بذاته تعالى الى أدلة متعددة بحسب صفاته المتعددة.
__________________
(١) فى «ن» : يستحيل.