أقول : التداخل اندماج (١) الاجزاء بحيث يصير حيزها أقل ما ينبغي لها. وهو باطل ، فانا نعلم ضرورة انا اذا ضممنا ذراعا الى ذراع آخر صارا ذراعين لا ذراعا واحدا ، والا لما تميز الجزءان عن جزء واحد ، وهو باطل قطعا.
وخالف فيه النظام وجوز التداخل على الاجزاء الجسمية ، وقد عرفت السبب الداعي له الى ذلك فلا وجه لاعادته.
[جواز خلو الاجسام عن الاعراض]
قال : ويجوز خلوها من جميع الاعراض ، الا الكون ، لان الهواء كذلك ، وخلاف الاشعرية ضعيف.
أقول : ذهبت المعتزلة والحكماء وفخر الدين الرازي الى جواز خلو الاجسام عن الاعراض الا الكون ، وقيد المحقق الطوسي ـ قدس الله نفسه ـ بالمذوقة والمرئية والمشمومة ، وكذا ابن نوبخت قيد باللون والطعم والرائحة.
وخالفت الاشاعرة في ذلك ، وقالوا بامتناع خلوها عن شيء من الاعراض.
واحتج المصنف على القول الاول بأن الهواء جسم ، مع أنه لا لون له ولا طعم ولا رائحة ولا غير ذلك الا الكون ، فان الجسم لا بد له من الحصول في المكان.
وأورد عليه شيخنا ـ دام شرفه ـ بأن الهواء حار رطب ، والحرارة والرطوبة من الاعراض ، فجعله الهواء دليلا على خلوها من جميع الاعراض غير موجه.
وأورد جدي ركن الدين الجرجاني (٢) ـ قدس الله نفسه ـ على المعتزلة
__________________
(١) فى «ن» : ادماج.
(٢) وهو العلامة ركن الدين محمد بن على الأسترآبادي الجرجانى ، كان قاطنا فى العراق ومتوطنا فى النجف الاشرف والحلة ، وكان من تلامذة العلامة الحلى قدسسره جد المؤلف من طرف الام ظاهرا.